وصل الزعيم معمر القذافي إلى موسكو في أول زيارة رسمية له خلال الثلاثة والعشرين عاما الأخيرة. وتأتي الزيارة التي ستستغرق يومين بدعوة من رئيس الدولة الروسية لتمهد شراكة جديدة بين البلدين خصوصا بعد فترة الجمود التي شابت علاقات الطرفين منذ تسعينات القرن الماضي. وقال مصدر في الكرملين إن أهم المواضيع التي ستتناولها المباحثات هي التعاون في الطاقة وفي مجال الاستفادة من الطاقة الذرية للأغراض السلمية وفي المجال العسكري - التقني. كما ذكر أن اهتماما كبيرا سيعار أثناء اللقاء لتنسيق الجهود من أجل تحقيق الاتفاقات المبرمة أثناء القمة الروسية - الليبية الأخيرة التي عقدت في طرابلس في أبريل الماضي. وقال إن روسيا وليبيا تنطلقان من أن تحقيقها المتكامل سيسمح بالرقي بعلاقات التعاون الثنائية إلى مستوى جديد مبدئيا. وذكر أن الشركتين الروسيتين "غازبروم" و"تاتنيفت" قد تلقتا الحق في استثمار ستة حقول من النفط والغاز في ليبيا. وبغية مناقشة احتمال توسيع علاقات الشراكة قام رئيس شركة "غازبروم" الكسي ميلر بزيارة إلى طرابلس في يوليو. ذكرت صحيفة "كومرسنت" الروسية ان الزعيم الليبي معمر القذافي سيقترح على روسيا استضافة قاعدة عسكرية روسية على الاراضي الليبية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على التحضيرات لزيارة القذافي لروسيا قوله ان "ليبيا مستعدة لاستضافة قاعدة عسكرية بحرية روسية". واوضح المصدر ان قاعدة كهذه قد تقام في مرفأ بنغازي الليبي. واضاف ان "الوجود العسكري الروسي سيكون ضمانة لعدم اعتداء على ليبيا من قبل الولاياتالمتحدة التي لا تسارع الى احتضان العقيد القذافي رغم حصول مبادرات متعددة للمصالحة" من قبله. وسبق لسفن حربية روسية متجهة الى فنزويلا للمشاركة في مناورات في "تشرين الثاني" نوفمبر ان توقفت في 11"تشرين الاول" اكتوبر في طرابلس، على ما اشارت الصحيفة. وقالت الصحيفة ان اقتراح القذافي الى السلطات الروسية من شأنه ان "يخفف من استياء الكرملين" العائد الى "عدم احترام" ليبيا للاتفاقات مع روسيا.