من الكيان المنزلي، الذي تمثله الأسرة في محيط المنزل، خروجاً إلى المجتمع المحيط بالأسرة بما في ذلك المؤسسات المختلفة وما تضمه من مجتمع خارجي يحيط بالأسرة بأساليب مؤسساتية مختلفة.. وأنماط اجتماعية متباينة.. تأتي القيادة كممارسة اجتماعية تلقائية قد تأخذ الشكل العشوائي الذي لا يسمن ولا يغني.. وقد تظهر في جانب آخر في أشكال فنية مختلفة عبر مسارات انتمائية ربما تنتمي إلى فن من فنون القيادة، وربما تكون القناعات الفاعلة إيجابياً هي المحرك وراء تلك القيادة التي لا يخلو هيكلها التنظيمي من أركان ربما كانت مقتبسة عبر تجربة هنا أو قناعة بنتائج تجربة أخرى هناك.. وعبر هذا المضمار أصدر مؤخراً الدكتور يوسف بن عثمان الحزيم كتاباً بعنوان (أركان القيادة) ويقع الإصدار في (288) صفحة، اشتملت على أربعة عشر مبحثاً، تناول فيها د. الحزيم العديد من التفاصيل القيادية، التي حاول أن يستقصيها بعملية الباحث، وتجربة الممارس على مدى عقدين من العمل الميداني في مؤسسات النفع الخاص المسماة (المؤسسات غير الهادفة للربح) في مساعدة الفقراء في الدول الإسلامية النامية، هذا يأتي إلى جانب ثقافة الدارس من جانبين رئيسيين الأول: مبادئ القيادة في ضوء التراث الإسلامي، حيث يستقرئ د. يوسف العدد من المبادئ عند شخصيات من تراثنا الإسلامي والتي جاء منها: القيادة عند عمر بن الخطاب، القيادة عند عمر بن عبدالعزيز، القيادة عن أبي حامد الغزالي، القيادة عند أبي الحسن الماوردي.. أما الجانب الثاني لرؤية المؤلف فانطلقت من خلال مبادئ القيادة في التجربة الأمريكية، والتي استعرض من خلالها الدارس العديد من الدراسات الأمريكية في هذا الحقل والكتابات الأمريكية التي تناولت القيادة كفن قيادي، حيث تطرق د. ابن عثمان إلى قواعد الجنرال باتون، قواعد وليام كوهين، مبادئ القيادة عند كوزس وبوسنر، مبادئ القيادة للإدارة الفاعلة عند لتيصفا ميدين وبيتر شافير.. ينطلق المؤلف من وقفة مع تعريف القيادة لغة واصطلاحاً ولديه كباحث، ليستعرض بعد ذلك أنماط القيادة.. وصولاً إلى نظريات القيادة والتي تناولها من خلال العديد من السمات التي جاء منها: مدخل السمات، مدخل نظريات أسلوب القائد، مدخل الموقف، مدخل التوافقية، مدخل مسار الهدف، مدخل التفاعل بين القائد والعضو.. لينتقل بعد ذلك د. يوسف في وقفات مع مبادئ القيادة من خلال التجربة الأمريكية.. ومنها إلى قياس القيادة.