سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس تتارستان: الملك عبدالله قدم لنا دستور حياه لابد أن نعمل على تنفيذه منتدى روسيا والعالم الإسلامي للحوار بين الأديان يبدأ فعالياته بمشاركة 500عالم ومفكر
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور نزار بن عبيد مدني أن هذه المبادرة جاءت في وقتها تماما، حيث يعيش العالم حاليا حروبا وصراعات بعضها عسكري وبعضها الآخر فكري وحضاري، الأمر الذي تسبب في شيوع لغة العنف ورفض الآخر، وانتشار أساليب حوارية مرفوضة، لأنها مبنية على أسس خاطئة تعتمد الصراع بدلا من الالتقاء والتحاور والوصول إلى أهداف مشتركة تدفع مجتمعنا الدولي قدما نحو الأمام. جاء ذلك خلال افتتاحة لفعاليات المنتدى الرابع لمجموعة الرؤية الإستراتيجية بعنوان روسيا والعالم الإسلامي بحضور رئيس جمهورية تتارستان الروسية مينتيمير شايمييف، مساء أمس في جدة الذي يعقد تحت عنوان "مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات: رؤية جديدة للعلاقات الدولية" وتنظمه الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية السعودية. وتناول د. نزار مدني في كلمته الافتتاحية النتائج المرجوة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الأديان والحضارات التي دعا إليها -يحفظه الله- في يوليو الماضي في العاصمة الإسبانية مدريد. وأضاف: أن سياسة المملكة هي التواصل وتهدئة التوتر بين مختلف الأديان وتحسين صورة الإسلام واستعادة احترام القيم الدينية وقبول الاختلاف والإصغاء والاعتراف بإمكانات العيش المشترك في إطار عالم تعددي، بغية توطيد السلام والتفاهم المتبادل في عالم يتسم في كثير من الأحيان بالعنف، والخوف من الآخر. واستعرض وزير الدولة للشؤون الخارجية اهتمام روسيا بتطوير التعاون متعدد الجوانب وطويل الأجل مع العالم الإسلامي، وكيف أن الرئيس السابق فلاديمير بوتين والرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف ينظران إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية على أنها من الأولويات الاستراتيجية لموسكو. من جانبه قال الرئيس مينتيمير شايمييف في كلمتة التي ألقاها إننا نتطلع إلى تنمية التعاون مع العالم الإسلامي ونؤيد تماما مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ونرى أنه سيكون لهذه المبادرة دور كبير في إرساء قواعد الأمن والسلم الدوليين. وأضاف: يمكن لروسيا والعالم الإسلامي أن يرسخا لنظام أكثر تسامحاً وعدالة لنظام لا تظهر فيه بوادر الإرهاب أو الفتنة أو العنف. وتابع: أود أن اقتبس كلمة قالها خادم الحرمين الشريفين وننظر إليها على أنها دستور حياة وهي قوله إن: الإنسان يمكن أن يكون سعيدا في الأرض التي يعيش عليها ويمكن أن يكون في حالة بؤس وشقاء إذا لم يحترم كل طرف الآخر أو يتناقش بالحوار لا إلصاق التهم. وأضاف أن روسيا عقدت العزم على أن تطور استراتيجيتها مع العالم الإسلامي على أن تكون هذه المشاركة قائمة على الثقة والتعاون بعيد المدى. وأشار إلى أن علاقات بلاده تتطور بشكل مستمر مع العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي. واختتم كلمته بما قاله خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر مدريد: يجب أن نخبر العالم بأن الاختلافات لايجب أن تفضي إلى الصراع الذي بسببه ظهرت أفكار العنف والتطرف. من جانب اخر قال مدير مركز شراكة الحضارات بنيامين بوبوف إن روسيا يمكن أن تلعب دورا كبيرا في التواصل مع العالم الإسلامي وأنه حان الوقت لنكرس الجهد لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار التي تؤسس لعالم جديد يتيح الأمن والاستقرار للجميع ولهذا أدعو إلى بحث هذه المبادرة وبلورتها ووضعها موضع التنفيذ. بعد ذلك ألقى جميل مرداد مدير إدارة الشؤون الإسلامية في وزارة الخارجية كلمة قال فيها إن فعاليات المنتدى تنطلق صباح اليوم "الثلاثاء"، حيث تستعرض الجلسة الأولى "واقع العلاقات الدولية" ويتحدث خلالها من الجانب الروسي رئيس جمهورية تتارستان مينتيمير شايمييف، ووزير الخارجية الروسي السابق إيجور إيفانوف، ومن العالم الإسلامي وزير الخارجية المصري السابق السفير أحمد ماهر، ورئيس الوزراء الجزائري السابق عبدالسلام بلعيد. أما الجلسة الثانية "تاريخ الحوار بين أتباع الديانات والثقافات" فيشارك فيها من الجانب الروسي مدير معهد الفلسفة وعضو الأكاديمية الروسية عبدالسلام قوسينوف، ورئيس مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامي مارات مورتارين، ومن الجانب الإسلامي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية د. عادل الفلاح، ومديرة معهد سليمانوف للدراسات الشرقية بكازاخستان د. ميروبرت أبيوستيوفا. وأوضح د. جميل مرداد أنه ستعقد في اليوم الأول للمنتدى ورشة عمل بعنوان "الملك عبدالله والرئيس ميدفيديف قائدان ورؤية واحدة" برئاسة مدير عام فرع وزارة الخارجية بجدة السفير محمد طيب، ومدير عام مركز الدراسات العربية والإسلامية بروسيا الاتحادية فيتالي نزومكين. تجدر الإشارة أن المنتدى الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام يشارك به اكثر من خمس مائة خبير وعالم ومفكر اسلامي ومن روسيا وسوف يستعرض من خلال الجلسات الأربع محاور هامة تنتهي بتوصيات لتحديد مسار واتجاهات متعلقة بإستراتيجية الحوار بين العالم الإسلامي وروسيا.