قال الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية عبد الناصر عوني فروانة أن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحتجاز الأسير السعودي (عبد الرحمن العطوي) انتهاك جسيم لحقوق الإنسان يستدعي من المؤسسات الحقوقية والإنسانية التحرك الفوري والجاد لوضع حد لاستمراره، بل وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عنه. وأوضح فروانة في تصريح عبر الهاتف مع "الرياض" بأن المحامية المكلفة بالترافع عن العطوي المحامية بثينة دقماق، سوف تقوم بزيارته اليوم الاربعاء للاطلاع على أوضاعه وما آل اليه وضعه الصحي الذي ازداد تدهوراً لا سيما "نظره" دون تلقيه اي رعاية تذكر. وأضاف فروانة أن العطوي بحاجة الى اهتمام كبير خاصة على الصعيد الاعلامي وتوفير الدعم القضائي والقانوني اضافة الى توفير بعض الاحتياجات الانسانية التي يحتاجها داخل السجن، وخاصة أن ظروفه المادية صعبة جدا. ولفت بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي كانت قد اعتقلت المواطن السعودي (عبد الرحمن محمد العطوي)، بعدما ضل طريقه بالقرب من منطقة نويبع واجتيازه الحدود المصرية - الإسرائيلية بالخطأ منذ ثلاث سنوات ونصف وبالتحديد بتاريخ 5-3-2005، وحكمت عليه احدى المحاكم العسكرية الإسرائيلية بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة شهور، بتهمة الاقتراب من الحدود دون تصريح وبشكل غير قانوني. وأوضح فروانة أنه وبعد قضاء مدة محكوميته رفضت سلطات الاحتلال إطلاق سراحه واعادته الى بلاده، بحجة عدم تعاونه مع موظفي الأممالمتحدة، وواصلت احتجازه دون وجه حق وبشكل مخالف لحقوق الإنسان وللقوانين الدولية، وفي الثلاثين من أكتوبر من العام الماضي أصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية قراراً بضرورة إيجاد دولة لاستقبال الأسير، او إطلاق سراحه خلال ستة شهور، وذلك بعد تدخل بعض المؤسسات الحقوقية، وبالرغم من مرور الفترة المحددة وانتهائها في الثلاثين من ابريل الماضي وفشل الادعاء الإسرائيلي في تقديم أسباب مقنعة لإبقائه رهن الاعتقال في السجون الإسرائيلية، الا أن إدارة السجون لا زالت تصر على الاستمرار في احتجازه بشكل غير قانوني وترفض اطلاق سراحه. وعن ظروف احتجازه ووضعه الصحي قال فروانة: أن الأسير "العطوي" احتجز في عدة سجون منها الرملة وبئر السبع، والآن محتجز في قسم "12" في سجن (معتسياهو) بالرملة وهو سجن مدني ويوجد فيه ( 120سجينا) وكل عشرة في غرفة واحدة، وهو سجن مخصص للمواطنين المقيمين بشكل غير شرعي وممن هم معتقلون على خلفية مدنية وجنائية. وهو يعاني من ظروف صحية ونفسية صعبة وخطيرة وضعف في نظره وبالكاد يرى، ومهدد بالعمى ونقل الى مستشفى سجن الرملة أكثر من مرة، ونقص وزنه بشكل كبير في الآونة الأخيرة نتيجة خوضه ثلاثة إضرابات عن الطعام منذ اعتقاله لا تقل مدتها عن خمسة شهور للمطالبة بإطلاق سراحه، لعدم اقترافه اي ذنب او اي قضية وإعادته إلى بلده الاصلي المملكة العربية السعودية أو الى أي بلد عربي آخر، وأعلن مؤخراً عن نيته خوض إضراب جديد ومفتوح عن الطعام حتى يتم إطلاق سراحه إلى أي بلد عربي على اعتبار انه لاتوجد اي علاقات دبلوماسية بين المملكة و"اسرائيل". وحذر فروانة من تعرض صحته لمزيد من التدهور، لا سيما وأنها تتأزم يوماً بعد يوم، في ظل الإهمال الطبي المتعمد داخل السجون الإسرائيلية، مما يعرض حياته للخطر دائما، محملاً سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياته. وأشار فروانة أن هذه ليست المرة الأولى التي تواصل فيها السلطات الإسرائيلية احتجاز مواطن عربي بعد انتهاء فترة محكوميته، حيث سبق وأن مارست ذلك مرات عديدة مع أسرى من جنسيات مختلفة وتحت حجج متعددة بهدف المساومة والابتزاز والضغط على حكوماتهم. وناشد فروانة الجامعة العربية بشكل عام وحكوماتهم بشكل خاص بالتدخل العاجل والسعي بكل الوسائل المشروعة والقانونية الممكنة من أجل اطلاق سراحهم جميعاً، واعادتهم الى أوطانهم وأهلهم، ووضع حد لمعاناتهم ومأساة ذويهم، لا سيما الأسير السعودي الذي يعاني من أوضاع صحية ونفسية خطيرة. وفي هذا الصدد ثمن فروانة دور وجهود القنصل المصري في "اسرائيل" بشكل خاص واهتمامه بقضية الأسير السعودي، معرباً عن أمله في أن تتكلل جهوده بالنجاح وتثمر عن لقائه بالأسير السعودي على طريق الإفراج عنه وانقاذ حياته واعادته لوطنه ولأسرته لا سيما وانه محتجز تعسفاً ودون وجه حق وبشكل مخالف لكل الأعراف والمواثيق الدولية. يذكر أن العطوي ( 38عاماً) هو الأسير العربي الوحيد في السجون الإسرائيلية من حملة الجنسية السعودية، وهو متزوج وأب لطفلة في الحادية عشرة من عمرها اسمها "رحيل" وهو من سكان "تبوك" السعودية، فيما طفلته تقيم الآن مع عمها في طريف بعد انفصال ابيها عن أمها، وهو محروم من رؤيتها أو سماع صوتها وزيارة أهله منذ اعتقاله.