تجابه المرشحان إلى البيت الأبيض باراك اوباما وجون ماكين في اول مناظرة تلفزيونية بينهما الجمعة، بحدة احيانا، حول المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والمسائل المتعلقة بالامن القومي من دون ان يحسم اي منهما الوضع لصالحه. وقد تصافح الرجلان عند صعودهما إلى المنصة في جامعة ميسيسيبي (جنوب) قبل ان يقف كل منهما وراء منضدة يفصل بينهما 1.50متر. ففي مناظرة استمرت 90دقيقة أعطت للناخبين الذين لم يحسموا آراءهم فرصتهم الأولى للمقارنة بشكل مباشر بين آراء مرشحي البيت الأبيض في انتخابات الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني مكين وأوباما حول الاقتصاد والأمن مما يلقي الضوء على اختلافات سياسة واسعة لكن دون الوقوع في أي أخطاء فادحة أو عثرات لافتة للنظر. وقد استغل اوباما في بداية المناظرة فرصة سؤال حول أزمة النظام المالي للربط بين منافسه الجمهوري وحصيلة اداء الرئيس جورج بوش الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة. وقال سناتور ايلينوي "يجب القول بأن هذه الأزمة هي الحكم الاخير على ثماني سنوات من سياسات اقتصادية فاشلة انتهجها جورج بوش ودعمها السناتور ماكين". وفي وقت لاحق ذكر ان ماكين صوت في مجلس الشيوخ "في 90% من الحالات" تأييدا لمشاريع بوش. ورد ماكين ان "السناتور اوباما يحمل الرقم القياسي في عمليات التصويت الاكثر ميلا إلى اليسار" في محاولة منه لاظهار خصمه على انه معزول على الساحة السياسية. وقال ماكين "انا اعارض الرئيس بوش في مسائل الانفاق والتغير المناخي وتعذيب المعتقلين وغوانتانامو والطريقة التي اديرت فيها حرب العراق.. لدي سجل طويل والاميركيون يعرفونه جيدا". لكن الخلافات الاكبر بين المرشحين ظهرت عند التطرق إلى القضايا الدولية. واتهم ماكين خصمه ب "التصويت على امر لا يصدق هو قطع الاموال عن جنودنا في العراق وافغانستان". وقال ماكين "اننا نكسب الحرب في العراق". ورد اوباما معترفا "السناتور ماكين على حق تماما لقد تراجع العنف في العراق" قائلا ان الفضل في ذلك يعود إلى "الاداء الرائع" للجنود الاميركيين. لكن اضاف "يا جون تبدو وكأنك تدعي ان الحرب بدأت العام 2007فقط..وانت مخطئ هنا. الحرب في العراق غير مبررة". فرد عليه ماكين وهو اسير حرب سابق "لدي الانطباع ان السناتور اوباما لا يدرك الفرق بين التكتيك والاستراتيجية". وكان ماكين يتوجه في غالب الاحيان إلى اوباما متحدثا عنه بصيغة الغائب ويبتسم كلما تولى خصمه الذي يصغره ب 25عاما الكلام. وشكل موضوعا ايرانوروسيا نقطتي الخلاف الرئيسيتين. ودعا اوباما إلى "دبلوماسية حازمة ومباشرة" مع ايران. واوضح انه يتفق مع ماكين على ان الولاياتالمتحدة لا يمكن ان تسمح بامتلاك ايران اسلحة نووية ودعا إلى عقوبات اقسى في حق طهران. لكنه اكد كذلك انه يحتفظ "بحق (في حال انتخب رئيسا) لقاء اشخاص يختارهم في الوقت والمكان اللذين يختارهما. واضاف "اذا اعتبرت ان هذا يساهم في امن الولاياتالمتحدة". وسخر ماكين من "سذاجة" اوباما مؤكدا ان اعلان الاستعداد للقاء رئيس دولة مثل ايران يعني اضفاء شرعية على تصريحات قائد هذا البلد. واشار خصوصا إلى ان محمود احمدي نجاد دعا مرات عدة إلى "ازالة اسرائيل عن الخارطة". واتهم المرشح الجمهوري، اوباما بان ردة فعله الاولى على التدخل الروسي في جورجيا الشهر الماضي كانت خجولة. في المقابل اعتبر المرشح الديموقراطي ان بروز روسيا "عدائية" يشكل تهديدا للسلام. واوضح اوباما "نظرا إلى ما جرى في الاسابيع والاشهر الاخيرة اعتبر ان من الضروري اعادة تقييم موقفنا الكامل من روسيا".