يعد شيخ المعلقين وعميد الإعلاميين الرياضيين المحليين الأستاذ محمد عبدالرحمن رمضان ( 73عاماً) أقدم نقاد اليوم بتواصله مع الكتابة وتفاعله مع أحداث الساحة الرياضية وتميزه بقلمه الرشيق وخبرته العريقة التي يمتد عمرها إلى أكثر من نصف قرن. لقد أمضى هذه القامة الإعلامية العملاقة نحو (57) عاماً في خدمة الحركة الرياضية السعودية لاعباً بنادي النصر في مكةالمكرمة ثم تحول إلى التعليق مع إنطلاقة أول بطولة لكأس جلالة الملك عام 1377ه وظل صوته المميز ممتداً عبر التاريخ يتردد بين جنبات ملاعب ساحة إسلام بمكةالمكرمة والصبان بجدة والصايغ في الرياض ويعقوب بالدمام طوال حقبة ثمانينيات القرن الماضي ونقل الرمضان عبر موجات الأثير إلى أسماع محبي كرة ونجوم الزمن الجميل مباريات لا حصر لها واتحفهم بتعليقاته الظريفة ومفرداته الشعبية التي لا تنسى. عاصر "أبو مريم" مراحل انتقال المباريات من الملاعب الترابية إلى العشبية في الملز وجدة والدمام مطلع التسعينيات الهجرية والمرحلة الثالثة في درة الملاعب.. استاد الملك فهد الدولي بالرياض. إن الرمضان لم يكن معلقاً كروياً فحسب بل كان له نشاط صحفي فعال حين احترف التحرير الرياضي في أكثر من مطبوعة في مكةالمكرمة والعاصمة الرياض. عايش خلالها انطلاقة جريدة الرياض مطلع شهر محرم 1385ه واختير كأول رئيس لقسمها الرياضي.. إضافة إلى نشاطه الإذاعي والتفزيوني بجانب توليه منصب نائب رئيس اتحاد المعلقين الرياضيين العرب كما كان يملك قدرة إدارية ناجحة حين عمل إدارياً ثم سكرتيراً لنادي الهلال إبان فترة رئاسة مؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في النصف الأول من الثمانينيات الهجرية تخللها تتويجه بالكأسين عام 1384ه. اتجه بعدها للعمل في موقع آخر بالانضمام لسلك التحكيم والعمل الإداري وسط الاتحادات الرياضية ويعد أول سكرتير لاتحادي كرة الطاولة وكرة اليد فضلاً عن اختياره من قبل الرئيس العام الراحل الأمير فيصل بن فهد "رحمه الله" مديراً عاماً لمكتب رعاية الشباب بمكةالمكرمة لربع قرن .. إلى جانب رئاسته العديد من البعثات الرياضية السعودية في مشاركات خليجية وعربية وآسيوية. إن رجلاً إعلامياً وإدارياً وقيادياً بهذا التاريخ العريق والحافل بالعطاء السخي لرياضة بلاده على مدى (57) عاماً وجرى تهميش تكريمه ضمن قائمة روادالرياضة الذين كرمتهم الرئاسة العامة لرعاية الشباب في صيف 1426ه. لجدير بأسمى أوجه التقدير والتكريم اللائق من رعاية الشباب أو اللجنة الأولمبية السعودية في احتفال خاص يثمن تضحياته وعطاءاته واخلاصه في العمل لخدمة الحركة الرياضية وشباب وطنه سيما بعدما تقدمت به السن واخذ منه المرض ما أخذ وأعياه بأوضاعه الصحية المتردية التي تركت آثارها السيئة على نفسيته ومعنوياته وحولته إلى جسد هش الأحاسيس يبكي لأدنى سبب وهو يستعد حالياً للسفر إلى ألمانيا طلباً للعلاج من مرضه المفاجئ!! ولا يلام الرمضان في ذلك فما كاد يمتص آثار الحريق الذي أتى على كل محتويات منزله قبل خمس سنوات ودمر كل شواهد ذكريات ماضية ومشواره الرياضي العريق حتى فوجئ بحقيقة مرضة الجديد الذي أعياه.. نسأل الله له السلامة والعافية من كل مكروه.. فما قدمه (أبو مريم) لرياضة وشباب بلاده على مدى نصف قرن لن ينساه التاريخ الرياضي وإن لم يكرم صاحبه وهو على قيد الحياة!!