حين يبادر شاعر الى اصدار كتاب عن روائي فإن المسألة تتجاوز حدود النقد الادبي الى معان اكثر عمقاً على المستويين الإنساني والابداعي كما في حالة كتاب (قريبا من بهاء طاهر.. محاورات وملامح) للشاعر المصري البهاء حسين. وقال المؤلف في الكتاب الذي صدر عن المجلس الاعلى للثقافة بمصر في 234 صفحة ان محاوراته مع بهاء طاهر كانت مرهقة وانه اراد ان يكتب «ملامح الروائي الذي يحمل عبئا حقيقيا اسمه روح العالم». واضاف في فصل تمهيدي عنوانه (فيما يشبه المقدمة) ان طاهر امتداد لعدد من الكتاب كالمتنبي ويحيى حقي والعقاد واحمد بهاء الدين ومحمد حسنين هيكل «انه توليفة عصرية رائعة من هؤلاء جميعا. هو ابن حقيقي للحضارة المصرية قد نختلف في تقييم الحساب النهائي له إنساناً وكاتباً لكنه يبقى كدليل حي يقوي ثقتنا في انفسنا ويمنحنا قدراً هائلاً من الثقة على احتمال الحياة. «فيما بعد اكتشفت احساسه اليومي العميق بأنه مؤتمن على رسالة.. رسالة حقيقية هي الحب العظيم للحياة والبشر.. طالما تصورته كشخصية هربت لتوها من مأساة يونانية. انه متفرد وحافل بالغنى والتنوع». وشدد بهاء طاهر على مجد الكاتب فيما يتركه من اعمال ابداعية تصمد لاختبار الزمن وان «اعظم مجد يحققه الكاتب ان يكون لكلمته تأثير يوازي ما كان يطمح اليه ولكني ارى ان الثقافة في هذا العصر وربما بدءا من السبعينيات فقدت تأثيرها ودورها واهميتها. «ان كل انواع التكريم التي تصادف الكتابة الآن أشبه بباقات الزهور التي ترسل في الجنازات.. جنازات الثقافة» في اشارة الى عدم جدوى ما يحصل عليه الكتاب من جوائز في سياق عام لا يسمح للكتابة بأن تكون مؤثرة في المجتمع.