هاهو الأسبوع الخامس يحلّ على سكان مدينة الرياض منذ أن وُضعت الحواجز وحُوّلت المسارات التي يزخر بها طريق الملك عبدالعزيز في طرفه الشمالي دون أن يبدأ العمل الحقيقي هناك. لقد ابتهجنا حينما شرعت أمانة مدينة الرياض بوضع اللافتات لكي تبدأ في مشروع تطوير طريق الملك عبدالله وما يتقاطع معه من طرق ومنها طريق الملك عبدالعزيز وتوقعنا أن هذا المشروع سينتهي مع نهاية إجازة الصيف، وستُحل جزئياً مشكلة الزحام التي تحظى بها تلك المنطقة من المدينة. وبالفعل فقد بدأ المقاول أو المقاولون في عمل دؤوب مستمر وخاصة في المنطقة التي يتقاطع فيها طريق الملك عبدالله مع شارع التخصصي، وكنت كل صباح حينما أمر بتلك المنطقة أجد التغيير واضحاً، فثمة عدد هائل من المعدات وعدد كبير من العمال الذين يتناوبون على العمل طوال اليوم، وهناك تعديل في مسارات الذهاب والإياب تتغير حسب إنجاز العمل. إن نظرة على المكان تعطي انطباعاً بأن العمل يسير وفق خطة محددة وأنه سينجز في وقت قياسي لأن المشهد يتجدد وعمق الحفريات يذهب في مجرى سحيق والشركات والمؤسسات المتخصصة تشارك في العمل خطوة بخطوة. وكان المتوقع أن يكون مايشبه هذا الوضع حاصلا في طريق الملك عبدالعزيز، ولكن الأمر لم يسر كما نتمنى. فقد انتزعت في البداية النخلات الجميلات اللاتي يكتحل بهن طرف الطريق بالقرب من الدائري الشمالي، ثم وضعت الحواجز الأسمنتية لتغيير المسارات وتحويل السيارات إلى اتجاهات أخرى، وفي الوقت نفسه ألصقت مطبات عنيفة جداً في مداخل الشوارع وتقاطعاتها؛ وبالمناسبة فهي مطبات لم توضع لتخفيف سرعة السيارات فحسب، بل لها هدف إنساني لمساعدة السائقين من خلال نفض السيارة نفضاً عنيفاً لاستخراج أي فتات بسكويت أو بقايا سجائر أو عوالق صغيرة متناثرة تحت المراتب، ونفض من بداخلها من سائق أو مرافقين نفضاً يجعلهم يحمدون الله أنهم يمارسون الرياضة كل يوم وإلا لماتوا من سكتة قلبية مفاجئة بفعل تلك الاهتزازات التي لا ترحم. ومع الزحام الكثيف الذي تسببت به تلك التحويلات والحواجز الكثيرة والأضرار التي تسببت فيها تلك المطبات العنيفة إلا أن الناس تتحمل ذلك كله على أمل إنجاز العمل في وقت قصير. ولكن المشكلة أن العمل لم يبدأ حتى بعد مع مرور مايقارب من أربعة أسابيع على تلك التعديلات إلا أن كان ثمة سياسة تسبق العمل وهو التآلف مع هذه التغييرات لكي يتكيف السائقون معها فإن هذه العملية قد تستغرق شهوراً أطول وربما سنوات!. وبسبب المقارنة التي لاتغيب عن أذهان السائقين مع مقاول تقاطع طريق الملك عبدالله مع التخصصي نجد أن الوضع هنا مختلف، فإن كان هو المقاول نفسه فربما تكون الأعباء عليه أكثر من طاقته، وإن كان مقاولا آخر فحري به أن يراعي حركة الزمن وأن يتصدّى للعمل بما يناسب طموح أمانة الرياض وأماني الناس.