ما زال أهالي الشواق يتذكرون الحادث المروع الذي راح ضحيته ستة مسافرين، بعد أن اعترضتهم سيارة في تقاطعات مثلث مركز الشواق 47 كيلو مترا جنوب محافظة الليث، والتي تحولت إلى «مقاصل» أريقت عليها دماء الأهالي ومرتادي طريق الساحل جدة الليث، فقربها من الطريق الساحلي وافتقارها لعلامات أو حواجز أو مطبات اصطناعية لتنبيه قائدي المركبات لوجود مشروع حفريات أمامهم، تسبب في وقوع حوادث مرورية مروعة خصوصا خلال الليل، وذلك بعد أن توقف مقاول مشروع إنارة المثلث عن العمل منذ ثلاثة أشهر، تاركا حفريات وصبات خرسانية وسط الطريق السريع بلا علامات تنبيهية. تسبب تقاطع مدخل الشواق في وقوع العديد من الحوادث راح ضحيتها الكثير، كما يرى أحمد مستور العيافي بأن العابرين للطريق قد لا يدركون حجم المخاطر المحيطة بهم نتيجة زحام السيارات وتوقف الحركة المرورية. ويشكل مثلث الشواق من وجهة نظر الشيخ حسن العيافي فواجع للعابرين نتيجة التجاوز الخاطئ، مع افتقاره لإشارات المرور والمطبات الصناعية، لافتا إلى صعوبة تلافي السيارات التي تنتقل من مسار لآخر عند الذهاب إلى سوق الوسقة، كما أن عدم معرفة بعض السائقين بالزحام المتربص بهم قد يؤدي لوقوع حوادث خطيرة. ويرى كل من محمد يحيى الحاتمي وعبد الله علي الحاتمي أن حال الشاقة الشمالية لا يختلف كثيرا عن الجنوبية، ذلك أن تقاطعي الوسقة مع الشاقة ربما يكونان أكثر دموية، وهذا ما تشير إليه أعداد الضحايا، مشيرا أن مثلث الشاقة يعج بالمحال التجارية والمطاعم التي لا يفصلها عن الطريق الساحلي سوى أمتار فقط، الأمر الذي جعل السيارات الواقفة على جانبيه تساهم في تضييقه، وربما تخرج سيارة دون سابق إنذار لا يمكن تلافيها. ويقترح بحني عبد العزيز الحاتمي وعبده علي الشيخي وضع لوحات إرشادية تنبه العابرين بالتجمع السكاني وإزاحة المحال التجارية القريبة التي تخنق الطريق المكتظ بحركة السيارات. وفي تقاطع الشاقة مع الوسقة معاناة من نوع آخر، كما قال شيخ البلدة بداح الحاتمي، فالطريق الساحلي يشطر البلدة إلى قسمين شرقي وغربي، ما جعل الأهالي يعيشون في قلق دائم في حال انتقالهم بين طرفي القرية، فيما يزيد الطريق المزدوج في معاناتهم. رئيس بلدية الشواق المهندس عمر الزهراني أقر من جانبه بخطورة مثلثات الشواق والوسقة على الأهالي، لاسيما التي تقع بالقرب من مداخل بعض القرى والبلدات، مشيرا أن وضع الجسور ليس من اختصاص البلدية، ومؤكدا أنه سيتم العمل بالإشارات التنبيهية على تلك المثلثات بالتنسيق مع فرع وزارة النقل وإدارة المرور للحد من وقوع الحوادث، مشيرا أن المقاول ما زال يعمل في المشروع ولم يتوقف ولكنه بطيء، معربا عن عدم رضاهم عن أدائه. وكشف رئيس بلدية الشواق عن إنذارات عدة وجهت إلى المقاول، إضافة إلى أن أمن الطرق ألزمه بوضع علامات تحذيرية، إلا أن جميع الإشارات التنبيهية الموجودة عبارة عن شريط لاصق عاكس للإنارة يكون أكثر وضوحا في الليل، لكنه لا يكفي لتنبيه قائدي المركبات، مؤكدا أن إدارته لا يمكنها فعل شيء سوى إنذاره، مشيرا أنه في حال انتهاء مدة تنفيذ المشروع المحددة بسنتين، ستطبق البلدية النظام، وذلك بخصم ما نسبته 10 في المائة من قيمة المشروع المقدرة بستة ملايين ريال.