أدى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الرئيسة أمس إلى جذب المضاربين للتحول بمتاجرتهم إلى العملات بدلا من السلع الأساسية ما افقد النفط حوالي 3دولارات للبرميل في نهاية تعاملاته الأسبوعية في الأسواق الأمريكية والأوروبية التي راحت تلاحق الصفقات التي تجري في سوق العملات لتضغط على أسعار النفط التي تواجه تراجعا منذ عدة أسابيع نتيجة إلى إجراءات اتخذتها الدول الاستهلاكية آتت ثمارها في إعادة أسعار النفط إلى هذه المستويات التي كانت عليها قبل عدة أشهر. ويبدو أن الدول الاستهلاكية وخاصة الدول الصناعية الكبرى تحاول اتخاذ مزيد من الإجراءات سعيا إلى زيادة إنهاك أسعار الوقود الأحفوري قبل وقت كاف من حلول موسم الشتاء حيث يبدأ ارتفاع الطلب على النفط لتزايد استهلاك وقود التدفئة ما يضطر المصافي إلى العمل بكامل طاقتها الإنتاجية لمواجهة هذا الطلب. بيد أن المخزونات الإستراتيجية لمعظم الدول الصناعية وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تزال تعكس نقصا في مخزونات المواد البترولية المكررة التي تعد المحرك الأساس في تغيير مسارات أسعار البترول. وتشير التقديرات غير الرسمية إلى أن الدول المنتجة للنفط ضخت كميات من النفط خلال الفترة الماضية مستغلة ارتفاع أسعار النفط للاستفادة من هذا الارتفاع في رفد مصادرها المالية ما أثر على مستوى كميات النفط في الأسواق التي شهدت تدفقات أحدثت ضغطا على مستويات الأسعار وهو أمر مزعج حاليا بالنسبة لدول الأوبك التي كانت تنادي دائما بضرورة إيجاد توازن بين تدفقات الإمدادات والطلب حتى لا تتأثر الأسعار سواء بالانخفاض الذي يؤثر على ميزانيات الدول المنتجة أو بالارتفاع الذي ينهك نمو الاقتصاد العالمي.. وطفق المحللون الاقتصاديون الغربيون بث تحليلات عبر وسائل الإعلام تهدف إلى إحداث مزيد من الإنهاك لأسعار البترول ، غير أن هذا التدحرج بالأسعار سوف يدفع الدول المنتجة وخاصة دول الأوبك في إعادة النظر بكميات الإنتاج والعمل على فرملة الإنتاج وصولا إلى إيجاد توازن يوقف انحدار الأسعار إلى مستويات تضر بميزانياتها في ظل استمرار ارتفاع أسعار السلع الأساسية. - وقد انخفضت أسعار النفط دون 118دولارا للبرميل أمس الجمعة مع انحسار المخاوف بشأن الإمدادات بعد أنباء عن احتمال استئناف تشغيل خط أنابيب رئيس مازالت النار مشتعلة به في أعقاب انفجار في موعد أقرب من التقديرات السابقة ما بدد القلق الذي كان يساور الأسواق الأوروبية من احتمال حدوث نقص في الإمدادات الأمر الذي سيؤثر على أسعار برنت القياسي الذي هبط إلى 114دولارا للبرميل. وتراجعت أسعار وقود الجازولين إلى 3.19دولارات للجالون بعد أن أظهرت إحصائية صادرة عن إدارة الطاقة الأمريكية ارتفاع مخزونات الجازولين عن معدلاتها في مثل هذه الفترة من العام الماضي رغم رصد حالات من السحب القوية وسط تراجع أداء المصافي الأمريكية التي كانت تعمل بأقل من 87% من طاقتها الإنتاجية نظرا لخضوع بعض الوحدات إلى فترة لصيانة السنوية. أسعار المعادن النفيسة والأساس تجاوبت مع انخفاض النفط حيث هبط الذهب إلى 880دولارا للأوقية وسط إقبال ضعيف من المشترين لتوقع مزيد من الانخفاض في الأسبوع القادم.