ضغطت ثلاثة عوامل أمس على أسعار النفط لتثنيها عن تخطي حاجز 111دولارا للبرميل الذي بلغته أمس الأول الخميس فقد أدت المخاوف من كساد يضرب الاقتصاد الأمريكي أكبر اقتصاديات العالم وهو ما جر الدولار الأمريكي إلى مزيد من الانهيار وكذلك القلق من تداعيات أزمة أسواق الائتمان بالإضافة إلى موجة بيع قام بها المستثمرون أمس بهدف جني الأرباح إلى أن يفقد النفط حوالي 1.5دولار للبرميل ويفشل في تحقيق مستويات قياسية في التعاملات الصباحية. وقال متعاملون في سوق النفط أمس أن هذا التقهقر تغذيه أنباء من احتمال تسجيل مخزونات النفط الأمريكية مزيدا من الارتفاع حيث نقلت إدارة الطاقة الأمريكية في تقريرها الأربعاء الماضي أن مخزونات الجازولين على سبيل المثال قفزت إلى أعلى معدلاتها منذ عام 1993م لتتمكن من مواجهة الطلب على الوقود الذي يصل استهلاكه إلى 20.5مليون برميل يوميا الأمر الذي يؤكد ما تذهب إليه منظمة الأوبك من أن السوق لا تعاني من أي شح في إمدادات النفط الخام وأن ارتفاع أسعار البترول مرده إلى عوامل أخرى ليس من بينها ضعف إمدادات الخام إلى الأسواق. وتشير بعض توقعات المحللين النفطيين إلى أن أسعار النفط قد تتراجع خلال الأسبوع القادم متكئين على معطيات منها ارتفاع المخزونات الأمريكية ، وبدء تراجع الطلب على النفط لانقشاع موسم الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بالإضافة إلى مخاوف كساد الاقتصاد الأمريكي وكذلك خطر تراجع الاستهلاك وبالتالي التأثير على مستوى الطلب ، كما أن التضخم لا يزال يلعب دور رئيسا في تغيير مسار أسعار النفط في السوق العالمية. ويغذي القلق من كساد الاقتصاد الأمريكي والذي ربما ينساب إلى بقية اقتصاديات العالم هبوط الدولار الأمريكي وهو ما سيرفع السعر الاسمي لبقية السلع الأولية ما سيؤثر على مدخولات الدول المنتجة للنفط التي لا تزال تمضي قدما في بيع منتجاتها الطاقوية بالدولار الذي يسبب تآكل لمواردها المالية القادمة من بيع ثرواتها النفطية ما سينعكس سلبا على سير المشاريع الطاقوية التي تنفذها أو تلك التي تخطط لها في المستقبل. وتقول منظمة البلدان المصدرة للنفط أوبك أنها تراقب السوق بعين حذرة من خلال لجانها المتخصصة كما أنها تدرس تأثيرات انهيار صرف الدولار على عائدات الدول المنتجة غير أنها لم تصل إلى قناعة تجمع عليها جميع الدول الأعضاء لاختيار عملة يمكن استخدامها لبيع النفط آخذة بالاعتبار هامش التذبذب الكبير لدى العملات العالمية مقارنة بتذبذب الدولار على مدى السنوات الماضية. من جانب آخر تصر منظمة الأوبك بأن السوق لا تحتاج إلى مزيد من النفط الخام وأن حاجتها ربما تكمن في المواد البترولية المكررة التي ظلت في مستويات ضعيفة نتيجة إلى قلة المصافي وضآلة الاستثمارات التي تضخ إلى هذا القطاع وخاصة من الدول الصناعية الكبرى وهي المستفيد الأكبر من المنتجات المكررة ويهمها أن تبقى أسعارها في مستويات عالية. أسعار خام ناميكس القياسي تأرجحت أمس الجمعية دون مستوى 110دولارات حيث افتتحت السوق عند سعر 109.95دولارات للبرميل إلا أنها تمكنت من بلوغ مستوى 110.08دولارات وسط التعاملات الصباحية. وخسر خام برنت حوالي 35سنتا ليتم تداوله في الفترة الصباحية عند سعر 107.37دولارات للبرميل وبغ سعر الجازولين 3.12دولارات للجالون فيما صعد سعر الغاز الطبيعي إلى 10.49دولارات لكل ألف قدم مكعب .أسعار الذهب تمكنت من ملامسة ألف دولار للأوقية قبل أن تتراجع وسط التعاملات في الأسواق الآسيوية إلى 997دولارا ومن المرجح أن يبلغ ألف دولار نهاية التعاملات في الأسواق الأمريكية متعززا بإقبال المستثمرين على الذهب كبديل لاستثماراتهم بعد انهيار سعر صرف الدولار أمام العملات الأوروبية وارتفعت الفضة الى 20.70دولارا للأوقية ، فيما منى البلاتين والبلاديوم بانخفاض طفيف.