تصاعدت معدلات الاستثمار السياحي في ابوظبي بشكل لافت وهي تقترب من نهاية الربع الثاني للعام 2008، تعززها تحركات مستمرة لمواكبة المتغيرات العالمية نحو تطبيق افضل الممارسات الجديدة التي تعزز القدرات التنافسية للعاصمة، وذلك باتجاه استهداف مختلف الخبرات والامكانات التي تصب في الصناعات ذات الجدوى الاقتصادية العالمية. وتظهر اغلب المؤشرات أن الاستثمار العقاري والمعارض المختلفة في العاصمة اسهمت الى حد كبير في تعزيز الاستثمار السياحي، وحسب الاحصاءات الصادرة عن هيئة السياحة في ابوظبي فقد كشفت ان أبوظبي تنوي استهداف 2.7مليون سائح حتى 2012.وحول تأثير الاستثمار العقاري في الجذب السياحي قال الدكتور عبد الرحمن الطاسان الرئيس التنفيذي لشركة ركاء العقارية السعودية: "ان مختلف المؤشرات تتوقع استمرار تدفق الاستثمارات العقارية على ابو ظبي بعد اعلان استراتيجيتها الخمسية لتنمية الطاقة والبنية التحتية، لاسيما بعد تجاوز الاستثمارات 650630مليار درهم بحلول عامي 20132011حسب احصاءات مطلعة، حيث تشير تقديرات مشاريع البناء والتشييد في الدولة انها تزيد على 1.6ترليون درهم منها حصة ابو ظبي التي بلغت 880مليار درهم خلال السنوات الثلاث بين الاعوام 20072004حسب غرفة التجارة والصناعة مؤخرا". ويضيف الطاسان الذي تطور شركته برجي فالكون كرست وداينستي على جزيرة الريم في ابو ظبي باستخدام تقنية المباني الذكية: "ومما لاشك فيه ان المطور العقاري ينظر ببالغ الاهتمام الى متانة السوق العقارية التي اسهمت بشكل كبير في تعزيز الجوانب السياحية للبلاد لاسيما وان المؤشرات الحديثة التي ادرجت الامارات بين المركزين الثالث والرابع عالميا في مساهمة السياحة بالناتج المحلي الاجمالي للامارات بنحو 13.7%، وباستثمارات بلغت 858مليار درهم، وايرادات متوقعة بنحو 196مليار درهم وهي أرقام كبيرة". هذا وكانت احصاءات اقتصادية سجلت في وقت سابق من العام الحالي ان العام 2007كان افضل الاعوام السياحية للفنادق، وذلك نتيجة ارتفاع نسب الاشغال فيها بعد حملة كبيرة لتنظيم باقة مختارة من المعارض الدولية الاقليمية التي جذبت اليها عشرات الآلاف من الزوار والعارضين والمشاركين اضافة الى النهضة الاقتصادية التي تشهدها ابو ظبي، حيث شهد نسب الاشغال مستويات مرتفعة اضافة الى زيادة اسعار الغرف نسبة 300% في أوقات الذروة، لاسيما بعد تراجع قيمة الدرهم امام اليورو وارتفاع القدرة الشرائية للسائح الاوربي". جدير بالذكر ان الاحصاءات الحديثة تؤكد ان المنطقة الخليجية تسعى لجعل القطاع السياحي في مقدمة الاولوليات الاستثمارية، حيث خصصت دول المجلس نحو تريليون و 400مليون درهم لتطوير مشاريع سياحية تمتد الى عقد كامل، فيما يبلغ استثمار الامارات في هذا القطاع حاليا 256بليون درهم، وان الانفاق السياحي للامارات يعادل 85% من اجمالي النفقات الخليجية، فيما اظهرت دراسات اخرى ان الامارات وحدها تحتل المرتبة الاولى في تطوير الفنادق في الشرق الاوسط من خلال تطوير 253فندقا تليها قطر فالسعودية فمصر، فيما تكهنت ان يبلغ حجم صناعة السفر في الامارات لوحدها بعد عقد من الزمان نحو 200مليار درهم.