تعد "مسابقة أفلام السعودية" من الفعاليات الفريدة من نوعها كأكبر تظاهرة سينمائية في المملكة ستعمل على توجيه وتشجيع المهتمين والعاملين بالفن السابع للارتقاء بأفلامهم شكلاً ومضموناً. ثقافة اليوم استطلعت آراء عدد من المهتمين بالسينما لمعرفة آرائهم حول هذه التظاهرة وهذا الحلم الذي انتظره السعوديون طويلاً. وكانت البداية مع الناقد والسينارست علي عفيفي الذي قال: "بصدق يجب تحية كل القائمين على مسابقة أفلام السعودية في دورتها الأولى التي يمكن اعتبارها تجربة رائعة ورائدة حتى وإن جاءت متأخرة، وبعيداً عن لغة الاحتفال يجب علينا التأكيد على أن فن السينما هو من الفنون الصعبة وهو ليس عملاً فردياً مثل الشعر والرواية أو كتابة مسرحية ففن السينما عمل شاق ويحتاج لفريق عمل متكامل لكي يخرج للناس على هيئة فيلم ولابد له من شروط مادية ليصل إلى درجة شبهة كاملة، وهذه الشروط لابد لها من مناخ تعيش فيه، والمسابقة ستضمن لنا توفير هذا المناخ، وهذه برأيي فائدتها الحقيقية". وعن الأفلام التي شاهدها في الدورة الأولى للمسابقة قال عفيفي: "إن ما شاهدته هنا ليس بعمل سينمائي بل محاولات هي عبارة عن تصوير فيديو على صيغة ض"وأنتجت باستخدام أدوات وإضاءة مونتاج بإمكانات متواضعة والسبب أنها ثمرة محاولات فردية وظروفها الإنتاجية صعبة جداً لذلك يجب تقدير محاولات الشباب حتى وإن كانت سيئة، ولو أني شاهدت هذه الأعمال في مصر أو أمريكا لانتقدتها بقسوة ولكن هنا في السعودية يجب أن أقف تقديرا واحتراما للذين ساهموا وبادروا بمجهودات فردية لعمل هذه الأفلام وشكراً للمؤسسات الحكومية التي أقرت المسابقة ودعمتها، كما أطالب وزارة الثقافة والإعلام بإيجاد قسم يعنى بصناعة السينما والأفلام". أما الممثل المعروف إبراهيم الحساوي الذي حضر فعاليات المسابقة فيقول: "كنا ننتظر مثل هذه المسابقة منذ زمن طويل وتحققت أخيرا على أرض الواقع وأنا مبتهج جدا لهذا الحدث وهذه التظاهرة السينمائية الجميلة وخصوصا أن يتم افتتاح المسابقة من قبل معالي وزير الإعلام والثقافة، وقد اكتشفنا من خلال المسابقة مواهب في التصوير والإخراج والتمثيل ومؤثرات الصوت والمونتاج، ولكن أود أن أشير إلى انه لا يجب الحكم على منتجي الأفلام بصورة قطعية لأنهم ليسوا من خريجي الجامعات أو الكليات المتخصصة بل هم مواهب مجتهدة تحتاج الصبر عليها والمستقبل لهم وأيضا بجانب ذلك يجب إيجاد دور عرض سينما حتى تستمر مثل هذه المهرجانات والمسابقات السينمائية لكي يصبح لدينا بعد ذلك سينما سعودية". ويرى المخرج الشاب حمزة طرزان أنها خطوة في الاتجاه الصحيح حيث قال: "هذه التظاهرة السينمائية فرصة لتجمع والتعارف على العاملين والمهتمين وتبادل الخبرات، وهي خطوة أولى في الطريق لأن يكون هناك نادٍ سينمائي نستطيع من خلاله التطوير، وخطوة أخرى في إيجاد كلية لتعليم فن السينما، والفائدة الأخرى من هذه المسابقة هي التواصل مع الجمهور عبر وسائل الإعلام حتى يعلموا أن هناك ناس تعمل على إيجاد سينما في ظل عدم وجود دور سينما، وأخيرا أود أن اشكر العاملين على هذه المسابقة وخصوصا الأستاذ أحمد الملا الذي يبذل جهداً مضاعفاً فوق طاقته لإنجاح هذه التظاهرة الفريدة". موسى الثنيان المخرج الفائز بالنخلة الذهبية وهي الجائزة الأولى في مسابقة أفلام السعودية عن فيلمه (بقايا طعام) فيرى أن هذه المسابقة في دورتها الأولى هي كالبذرة التي تحتاج من يرعاها ويحافظ عليها ويهتم بها حتى تكبر وتكتمل ومن ثم نقطف ثمارها. موسى يؤمن أن المسابقة ستمثل البداية الحقيقية للحركة السينمائية في السعودية والعامل الزمني كفيل بإبراز السينما السعودية مستقبلاً.