شدد وزير الخارجية الإيرانية كمال خرازي أمس على ضرورة التعاون وإجراء مشاورات بين إيران وتركيا حول القضايا الإقليمية والدولية. وقال خرازي في تصريحات صحفية لدى وصوله انقرة إن منطقة الشرق الاوسط تشهد تطورات مهمة لذا ينبغي اجراء المزيد من المشاورات مع الدول الجارة. واضاف بأن تركيا وايران تحظيان بدور مهم بالمنطقة لذا من الضروري اقامة التعاون بينهما. ومن المقرر ان يلتقي خرازي في انقرة مساء اليوم الرئيس التركي احمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الله غول. من ناحية اخرى كشفت مصادر سياسية ايرانية مطلعة امس ان الهدف الأساس من زيارة وزير الخارجية الايراني كمال خرازي الى دمشق ولقائه القادة السوريين وتسليمه رسالة من الرئيس الايراني محمد خاتمي الى الرئيس السوري بشار الاسد هو القلق الايراني المتصاعد من الاعلان عن قيام دولة كردية مستقلة شمال العراق. وقالت هذه المصادر ل «الرياض» زيارة رئيس الدبلوماسية الايرانية الى سورية جاءت للتنسيق بين طهرانودمشق اضافة الى تركيا التي سيزورها خرازي بعد دمشق لاحتواء المشروع الكردي لاقامة دولة مستقلة في شمال العراق قد تصبح في المستقبل نواة لاقامة دولة كردستان الكبرى والتي تضم المناطق الكردية في كل من ايران وسوريا وتركيا. واضافت هذه المصادر بأن هذا المشروع يلقى دعماً كبيراً من اسرائيل التي كثفت من تواجدها في شمال العراق وذلك لتخفيف الضغوط على الدولة العبرية من خلال اقامة كيان غريب آخر في منطقة الشرق الأوسط. ورأت هذه المصادر بأن الدبلوماسية الايرانية ستنشط في المرحلة القادمة لافشال المشروع الكردي العراقي وانها ستدعو كلاً من دمشق وأنقرة الى اجتماع وزراء خارجية البلدان الثلاث للتشاور والتنسيق لاحتواء الخطر القادم من كردستان العراق. وتزامنا مع النشاط الدبلوماسي الإيراني صرح رئيس الوزراء التركي عبدالله غول امس الجمعة لدى عودته من دمشق بأن لأنقرة مصالح مشتركة مع ايران خاصة فيما يخص بالتطورات في شمال العراق الذي له تأثير مباشر على امن المنطقة وخاصة دول الجوار مشدداً ضرورة تشاور البلدين لمواجهة الأخطار التي تهدد أمنيهما. وأكدت المصادر السياسية الإيرانية ان التحرك الإيراني جاء بعد تلقي طهران معلومات استخباراتية من شمال العراق تفيد بأن القادة العراقيين الأكراد يترصدون الفرصة المناسبة للإعلان عن انفصالهم كليا عن العراق واقامة دولتهم المستقلة وذلك في ظل الفلتان الأمني المتصاعد والحديث عن فشل الانتخابات العراقية وتصاعد الخلافات بين التيارات والتنظيمات السياسية العراقية على أكثر من صعيد. وشددت هذه المصادر بأن تحرك ايران العاجل نحو سورية وتركيا جاء خاصة بعد أن قدمت مجموعة من الأكراد العراقيين الاربعاء الماضي الى الأممالمتحدة طلبا قيل انه وقع من قبل اكثر من مليون ونصف المليون كردي عراقي يدعو الى اجراء استفتاء حول اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق. وقالت هذه المصادر بأن القلق الإيراني من اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق يوازيه قلق سوري وتركي خاصة بعد تصاعد النشاطات المسلحة ضد الحكومة المركزية في المناطق الكردية في ايران وسوريا وتركيا خلال الآونة الأخيرة. وكان الطلب الذي قدمته جماعة كردية عراقية الى الأممالمتحدة الاربعاء الماضي يدعو الى اجراء استفتاء حول اقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق خاصة وأن الأكراد مارسوا تحت الحماية الدولية خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية استقلالا فعليا في جنوب منطقة كردستان الكبرى (شمال العراق).