حث الخبراء مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط على اتخاذ التدابير اللازمة في وجه موجة شرسة وغير مسبوقة من الهجمات الاختراقية الإنترنتية ذات الصفة السياسية أو الاجتماعية، مؤكدين أن مثل هذه الهجمات في ازدياد مطرد حول العالم. وقال الخبراء إن الأنشطة الاختراقية الإنترنتية التي باتت تعرف باسم hacktivism تشمل اختراق مواقع الإنترنت الحكومية أو المؤسسية أو الإعلامية أو نظم تقنية المعلومات من أجل إيصال رسالة ذات طبيعة سياسية أو اجتماعية. وتظهر دراسات تريند مايكرو، الشركة المختصة في مجال برمجيات وخدمات أمن المحتويات والشبكات، أن الفعاليات والنشاطات السياسية والاجتماعية العالمية، مثل دورة الألعاب الأولمبية المُرتقبة في بكين، هي وراء الزيادة المطردة في مثل هذه الأنشطة الاختراقية الناشئة من المنطقة أو تلك التي تخترق الشبكات المحلية من مصادر خارجية. وخلافاً للهجمات الاختراقية الإنترنتية التقليدية الرامية إلى الاحتيال والتحايل مالياً أو الهجمات الاختراقية ذات الطبيعة التخريبية، فإن الهجمات الاختراقية ذات الصفة السياسية أو الاجتماعية تلحق أعطالاً مماثلة ولكن بُغية لفت الأنظار إلى قضية سياسية أو اجتماعية. ويقول خبراء علم الاجتماع إنّ مثل هذه الهجمات هي أحدث أشكال العصيان المدنيّ والاحتجاج. وربما أن أشهرَ مثال لمثل هذه الهجمات الاختراقية هو ما حدث في إستونيا في عام 2007عندما شن مجهولونَ هجمات اختراقية شرسة ضدّ مجموعة واسعة من المواقع الحكومية والمؤسسية الإستونية لحجب الخدمة عنها، حيث أفاق العالم على الأخطار والمخاطر الجدّية للهجمات الإنترنتية والدمار الذي يمكن أن تلحقه بالبنية التحتية المعلوماتية للدولة. كما رصدت مختبرات تريند مايكرو TrendLabs، الوحدة البحثية المتخصصة التابعة للشركة العالمية، أنشطة اختراقية مماثلة خلال أحداث إقليم التبت التي اندلعت في 14مارس من هذا العام، حيث شنّ مجهولون هجمات اختراقية مماثلة لحجب الخدمة عن موقع الشبكة الإخبارية العالمية "سي إن إن" احتجاجاً على التغطية الإخبارية التي اعتبروها مؤيدة للتبت. ورغم عدم توثيق أيّة أدلة على الصلة بين الهجمات الاختراقية المناهضة للشبكة الإخبارية العالمية "سي إن إن" وتغطيتها الإخبارية لأحداث إقليم التبت، غير أن محققين يرون أن الهجمات الإنترنتية ترافق الاحتجاجات والمظاهرات العامة، بحيث تكون الحركة الاحتجاجية في العالمين الحقيقي والافتراضي على حد" سواء.