سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدهيشي: التقليل من أهمية الاستشارة و رفض التدخل في حل المشاكل الأسرية من أولى المعوقات في عمل مكاتب الصلح بوزارة العدل في اللقاء العلمي للأسر السعودية
في جلسات اليوم الثاني للقاء العلمي للأسر السعودية والتغيرات المعاصرة والمنعقد في جامعة البنات بالرياض قُدِّم العديد من البحوث التي تدور حول العلاقة بين إفراد الأسرة من الحميمية وطرق الحوار والتعامل مع مشكلات الحياة، حيث أشار الشيخ عبد المجيد بن عبدالعزيز الدهيشي المفتش القضائي والمشرف على وحدة مكاتب الصلح في وزارة العدل في بحثه (مكاتب الصلح في المحاكم ودورها في خدمة الأسرة)، إلى أن الخدمة الجديدة التي تقدمها وزارة العدل للأسرة السعودية من خلال عرض الصلح والسعي فيه لدى مراجعي المحاكم وخصوصاً في المنازعات والخلافات الأسرية - عبر مكاتب الصلح التي جرى افتتاحها منذ بضع سنوات في عدد من المحاكم خدمةً للأسرة وحرصاً على استمرارية الأسرة جنت جملة من الثمرات التي انتفعت بها الأسرة السعودية من خلال هذه المكاتب، وأوردت في دراسته بعض الإحصائيات خلال عام 1428ه التي تبين حجم العمل في مكاتب الصلح، اذ بلغ عدد القضايا الواردة للمكتب 5923منها 678منتهية بالصلح و 4600منتهية بالطلاق و 489لم يراجع أصحابها لمتابعة طلبهم للطلاق "أي عدلوا عن الطلاق"، وارجع الدهيشي الصعوبات المتوقعة في مكاتب الصلح إلى قلة المؤهلين وأيضا قلة وظائف المتخصصين في الجوانب الاجتماعية والإرشادية في جهاز الوزارة وعدم تفهم أفراد المجتمع لأهمية الاستشارة وقبول التدخل في حل المشاكل الأسرية، وأكد على أهمية الالتزام بحضور دورة تدريبية لإعداد الشباب والفتيات للحياة الزوجية قبل عقد النكاح أسوة بالفحص الطبي الإلزامي. أما "صيرورة تغيير الأسرة السعودية" للدكتور معن خليل العمر أستاذ علم الاجتماع بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بينت الدراسة حيوية الخلية الاجتماعية السعودية في قدرتها على النمو والتطور واستجابتها لإحداثيات التغير الكمي والنوعي وحددت أيضاً الأثمان الاجتماعية التي دفعها المعارضون لحركة التغير التي لا تقف في مسيرة صيرورتها الطبيعية. وتطرق ملتقى الأسر إلى العنف في الأسر الخليجية إعداد: د.مها ناجي غنّام أستاذ مساعد في قسم الدراسات الاجتماعية - كلية التربية الأساسية الكويت تحت عنوان: "الأسرة السعودية والتغيرات المعاصرة" وتستعرض هذه الورقة، بعض مظاهر العنف الأسري في المجتمع الخليجي، مع التركيز على مظهر خطير من مظاهر العنف في الأسرة الخليجية وهو "عنف الخدم ضد الأطفال" الذي تسبب به الوالدان المتقاعسان عن أدوارهما في رعاية أبنائهما، وترك الأطفال برفقة الخادمة والسائق بعيدا عن مراقبتهما وإشرافهما. وتختتم الورقة طرحها بتقديم محاولة متواضعة،من وجهة نظر سوسيولوجي، للتعرف على بعض التدابير الكفيلة للتعامل مع ظاهرة العنف الأسري التي تمثل واحدة من أخطر المشكلات الاجتماعية المهددة للأمن الاجتماعي، وهذه التدابير بمثابة توصيات ومقترحات علمية وعملية أهمها تأسيس لجان وطنية مهمتها وضع قانون محلي لحماية الأطفال من العنف الأسري واهم إجراء فحوصات نفسية على الخدم للتأكد من سلامتهم النفسية والعقلية،و أخيرا العمل على الوقاية من العنف الأسري وليس علاجه والاهم علاج المعنف وليس علاج العنف الأسري في مجتمعاتنا الخليجية. وتابع الحديث عن العنف والخدمة الاجتماعية ل د. عائض بن سعد الشهراني قال إن ضرورة الاستفادة من نظام الحماية الاجتماعية الصادر عن وزارة الشئون الاجتماعية لحماية ضحايا العنف الأسري وتفعيل الدور الوقائي للخدمة الاجتماعية في برامج توعوية مختلفة تعمل على توعية المجتمع بكيفية مواجهة المشاكل الناتجة عن العنف الأسري وتوفير حلول اجتماعية كدراسة حالات الأزواج العاجزين عن حل مشاكلهم أو التعامل مع مراكز رعاية ضحايا العنف الأسري لحماية الأسرة والأطفال من أي خطر يمكن التعرض له. ومن جهة أخرى عرضت أروى أخضر مديرة إدارة العوق السمعي ورقة عمل عن دور الأسرة السعودية والمؤسسات التربوية في تربية وتعليم الصم الاتيكيت وفن التعامل مع الآخرين وذكرت فيها أن الحواس هي النافذة للعالم الخارجي والتعامل مع الآخرين، وهذا لا يعني أبدا أن الأصم لا يستطيع أن يتعامل مع الآخرين، أو أنه ليس لديه اتيكيت بل لأننا نريد أن نهذب من بعض السلوكيات غير المرغوب فيها لديهم من ناحية ، وندعم الجوانب الإيجابية لديهم من ناحية أخرى.وهذا ما نقصد به تكيف الأصم والذي يقصد به عملية تعديل سلوكه ليوائم موقفاً متغيراً أو جديداً في محيط الفرد المادي أو الاجتماعي ويستدل على هذا التواؤم من انعدام أعراض التوتر والقدرة على الاحتفاظ بعلاقات شخصية طيبة حيث تعتمد عملية التكيف على سلوكيات تعلمها الفرد. التواصل الأسري في الزمن الصعب. إبراهيم محمد الخليفي قسم علم النفس التربوي كلية التربية - جامعة الكويت تحدث عن التواصل والحوار في الأسرة متأثرا بالقناعات والقرار الذاتي. و أكد على أن المطلوب هنا هو أن تصل العلاقة بين أفراد الأسرة إلى مرحلة تجعل الفرد يشركني في الأمور المخفية عني، ويطمئن إلى مناقشتي له في الأمور الخافية عنه. والوسيلة الناجعة لذلك تكون بإفصاحي عن مشاعري له، وتشجيعه على الإفصاح عن مشاعره دون خوف أو حرج. و"الأسرة والمتغيرات المعاصرة ل د. عبد القادر الشلخي المعهد العالي للقضاء تحدث في ورقته عن سلطة الوالدين في الوقت الحاضر وفي ظل المجتمع العربي، وهو موضوع متشعب ومتنوع متأثرا بمفهوم العولمة، وظاهرة اتساع حريات الأبناء وتآكل سلطة الوالدين وأسباب ذلك، وإذا كانت ثمة موضوعات تبدو منبتة السلطة بالعولمة (تعدد الزوجات مثلاً) وكأن زجها خروجاً على المنهجية العلمية، فالإسراع إلى القول بأن العولمة تنزل على مجتمع صناعي متطور غير ما تنزل على مجتمع نام، فهي تؤثر في المجتمع الأول غير تأثيرها على المجتمع الثاني، وظروف المجتمعات تتسم بالتعقيد طالما هي ظواهر بشرية.