أكدت النمساوية ناتاشا كامبوش البالغة من العمر عشرين سنة أنها ستبذل قصارى جهدها لمساعدة أسرة جوزيف فريتزل على الخروج سالمة بقدر الإمكان من المصيبة التي ألمت بها. وقالت أمس الأربعاء في حديث مطول خصت به إذاعة "فرانس أنفو" الإخبارية الفرنسية إنها لن تكتفي بمنح أسرة فريتزل خمسة وعشرين ألف يورو مثلما تعهدت بذلك قبل أيام. بل إنها ستطلق أيضا حملة عالمية للحصول على أموال ستمنح لاحقا أسرة جوزيف فريتزل المواطن النمساوي الذي أقدم على احتجاز ابنته طوال أربع وعشرين سنة وواقعها أكثر من مرة فأنجبت منه سبعة أطفال توفي أحدهم وتبنى جوزيف ثلاثة منهم مقدما إياهم كما لو كانوا أطفالا مشردين. وإذا كان القضاء النمساوي لايزال يدقق في حيثيات الطريقة التي حبس من خلالها النمساوي ابنته طوال هذه الفترة ، فإن هم ناتاشا اليوم مركز على كيفية مساعدة الابنة المغتصبة وأبنائها على تجاوز محنتهم الحالية ومواجهة الكابوس الذي لايكاد يفارقهم. وقالت ناتاشا إن بعض ماروي عن الواقعة ذكرها مجددا بكابوسها هي طوال الأعوام الثمانية التي كانت محبوسة خلالها هي الأخرى. وكانت ناتاشا في العاشرة من عمرها عام ثمانية وثمانين من القرن الماضي عندما اختطفها رجل يدعى فولفانج بريكلوبيل وحبسها لمدة عشر سنوات. وتوصلت إلى الإفلات من بين يديه يوما ما عام ألفين وستة. وهي تحمد الله اليوم على أن محتجزها الذي انتحر بعد هروبها من بين يديه لم يغتصبها. ولكنها قالت في حديثها أمس لإذاعة "فرانس أنفو" إن رغبتها في الحياة أقوى بكثير من أي رغبة أخرى. ونصحت أسرة فريتزل بتغيير هويتها حتى يتسنى لها شيئا فشيئا إعادة بناء ما قوضه فريتزل. وسئلت ناتاشا عن رأيها في تعدد وقائع حجز أطفال في النمسا من قبل أشخاص أقدم بعضهم على ارتكاب فظائع تجاه أطفالهم فاعتبرت أن النازية هي التي حولت جيلا كاملا من الرجال الذين عايشوها في النمسا أو اضطروا إلى تحملها في جلودهم إلى جلادين وأشخاص لاهم لهم إلا ارتكاب فظاعات حتى ضد أسرهم وفلذات أكبادهم. إلى ذلك أنشأت البلدة النمساوية حيث توجد المرأة التي احتجزها والدها واعتدى عليها طوال 24سنة صندوقاً لمساعدتها على دفع ديون خلفها الرجل المتهم بسفاح القربى وقيمتها حوالي 3مليون دولار. وأفادت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية انه تم اكتشاف ديون جوزف فريتزل بعدما اعتقلته السلطات إثر العثور على ابنته إليزابيث و 3من أولادهما الست في قبو تحت منزل العائلة في أمستتن، في حين ان الأولاد ال 3الآخرين يعيشون مع الأب وزوجته فوق القبو الذي لا نافذة فيه حتى. وذكرت الشبكة البريطانية ان فريتزل ( 73عاماً) الذي اعترف باحتجاز ابنته حاول جمع الأموال من خلال المتاجرة في العقارات لكنه فشل في ذلك. من جهته، قال المتحدث باسم مكتب عمدة البلدة هيرمن غروبر ل "سكاي نيوز" انه تم فتح حساب حتى يتمكن الناس من التبرع بالمال للعائلة. وأضاف غروبر "لا يمكننا مساعدة العائلة في الوقت الراهن وإنما في وقت لاحق عندما يخرجون من المستشفى وسنبذل قصارى جهدنا". وقال غروبر انه يشك في ان المرأة والأولاد يريدون البقاء في المنزل الذي احتجزوا فيه لذا مطلوب من المسؤولين المعنيين تأمين مسكن جديد لهم. وأضاف غروبر "سنساعدهم بأي طريقة ممكنة".