أمشتيتين، النمسا (CNN)-- تم الأربعاء الكشف عن شريط فيديو يظهر "مغتصب ابنته" النمساوي وهو يستمتع بجلسة "مساج" ويتبادل الضحكات مع أقرانه على أحد الشواطئ في تايلاند، بينما تقبع ابنته سجينة في قبو تحت منزله، مع ثلاثة من ابنائه منها، لما يقرب من ربع قرن. وقد كشفت صحيفة "بيلد" Bild الألمانية عن هذا الفيديو، الذي يبدو أنه تم تصويره حديثاً، ضمن موقعها على شبكة الانترنت، قائلة إنها حصلت عليه من أحد الأصدقاء السابقين للنمساوي جوزيف فريتزل، بطل أسوأ قضية تشهدها أوروبا، مشيرة إلى أن هذا الصديق المزعوم من مدينة ميونيخ. وما زال فريتزل، البالغ من العمر 73 عاماً، والذي اعترف باحتجاز ابنته في قبو منزله طوال 24 عاماً، وبقيامه باغتصابها طوال هذه الفترة، وأنجب منها سبعة أطفال، قيد الاحتجاز في مركز الشرطة ببلدة "أمشتيتين"، شرقي النمسا، حيث يخضع للاستجواب. وفي تفاصيل جديدة حول قضية "فتاة القبو"، أو "بيت الرعب"، كما أسمتها وسائل الإعلام، فقد ذكرت مصادر بالشرطة النمساوية أن فريتزل اعترف أيضاً بأنه قام بإحراق جثة أحد أبنائه من ابنته إليزابيث (42 عاماً)، والذي كان قد توفي بعد قليل من ولادته. وبحسب المصادر فإن سلطات الإدعاء لم توجه بعد أية اتهامات رسمية لفريتزل، ولكن الشرطة قالت إنها تحتجزه احتياطياً لمدة 14 يوماً للاستجواب، مشيرة إلى أنه يمكن تمديد فترة الحجز الاحتياطي بقرار قضائي. وتتحفظ الشرطة على فريتزل في زنزانة تخضع لمراقبة متواصلة على مدار الساعة، خوفاً من أن يقدم على الانتحار. ومازال المحققون يبحثون عن أدلة على تقارير أشارت إلى تورط فريتزل في قضية "تحرش جنسي" في ستينيات القرن الماضي، حيث تتخلص الشرطة من سجلات الجرائم المحفوظة لديها بعد فترة محددة، بحسب القوانين المعمول بها في النمسا. وكانت تقارير نشرتها صحيفة "التايمز" اللندنية، وصحف محلية نمساوية، قد نقلت عن عمدة المقاطعة التي حدثت بها الجريمة، هانس هاينز لينز، قوله إن جوزيف فريتزل كان قد وجهت إليه اتهامات بالتحرش الجنسي في عقد الستينيات، إلا أنه لم تتوافر تقارير تدعم هذه الاتهامات. إلى ذلك، نفى مدير مكتب مكافحة الجريمة بالنمسا، فرانز بولزر، تقارير أخرى أشارت إلى أن سلطات التحقيق تبحث عن أدلة حول "مزاعم" تفيد بتورط فريتزل في جريمة قتل امرأة قبل أكثر من 20 عاماً، لم يتم كشف غموضها إلى الآن. وبحسب المسؤول الأمني، فقد كان فريتزل يمتلك فندقاً ومطعماً على إحدى البحيرات في النمسا، خلال تلك الفترة، حيث عُثر على جثة المرأة القتيلة على الطرف الآخر من البحيرة آنذاك. وأضاف بولزر قائلاً إن الشرطة على علم بالتقارير التي تتحدث عنها وسائل الإعلام، وربما يتم إجراء تحقيق بشأن ما جاء فيها لاحقاً، ولكن حالياً لا توجد أية تحقيقات حولها. وكان "الأب مغتصب ابنته" قد مَثُل أمام إحدى المحاكم الثلاثاء، في الوقت الذي قامت فيه قوات الشرطة بشن حملة تفتيش شملت بقية ممتلكاته، خوفاً من أن يكون الرجل قد أخفى مزيداً من المحتجزين فيها.(التفاصيل) إلى ذلك، كشفت مصادر طبية الأربعاء أن "حالة من الذهول" تسيطر على أفراد عائلتي فريتزل، الذين التقوا مؤخراً في أحد المراكز الطبية بالبلدة، حيث يخضعون للعلاج هناك. وقال مدير المركز الطبي، بيرتهولد كيبلينغر، في تصريحات للصحفيين الثلاثاء: "لقد التقى كل منهم الآخر صباح الأحد"، وأضاف قائلاً: "لقد أُصيبوا بحالة من الذهول الشديد لما حدث." وأشار كيبلينغر إلى أن الابنة إليزابيث، واثنين من أبنائها من والدها، التقوا والدتها روزماري، وأبناءها الثلاثة الآخرين، الذين كانوا يعيشون مع فريتزل في المنزل، بعدما ادعى أن ابنته وضعتهم أمام المنزل، لعدم قدرتها على الإنفاق عليهم. واكتشفت الشرطة النمساوية القضية في وقت سابق من الشهر الجاري، عندما تمّ نقل ابنة الابنة الضحية، كريستين (19 عاماً)، إلى أحد مستشفيات بلدة "أمشتيتن" وهي فاقدة للوعي. ناتاشا كامبوش تدعو لإبقاء أسرة فريتزل بمكان سري من جانب آخر، ذكرت الفتاة، ناتاشا كامبوش، ذات العشرين ربيعاً، والتي كانت هي الأخرى ضحية لجريمة اختطاف استمرت لنحو ثمان سنوات، والتي شهدتها النمسا أيضاً، أن أفراد عائلة فريتزل سوف يحتاجون سنوات عديدة حتى يمكنهم أن يعودوا للحياة. وكانت كامبوش قد اختطفت بينما كانت في طريقها إلى مدرستها حينما كانت في العاشرة من عمرها في مارس/ آذار عام 1998، إلا أنها تمكنت من الفرار من خاطفها، في أغسطس/ آب 2006. وبعد ساعات من هروبها من القبو الذي كانت سجينة فيه بإحدى ضواحي العاصمة النمساوية فيينا، قام خاطفها، ولفغانغ بيركلوبيل، بالانتحار عن طريق إلقاء نفسه أمام أحد القطارات السريعة. وفي إطار تعليقها على القضية التي هزت المجتمع النمساوي، وأحدثت دوياً في مختلف أنحاء العالم، قالت كامبوش: "رغم أنهم (أفراد عائلة فريتزل) الآن في مكان سري، فإنني أعتقد أنه من الأفضل أن يتم الإبقاء عليهم في مكانهم، ولكن هذا أمر يبدو مستحيلاً."