في الأسبوع الماضي كنا قد توقفنا عند كلمة "بغم" واستدرك في هذه الحلقة بعض الكلمات التي سقطت مني سهواً: بدا: ومعناها في الفصيح على عدة ومنها: بدا الأمر يبدو بدوا أي ظهر وبدا القوم أي ظهروا للبادية وبدا الرجل - أي صعد مكان مرتفع. وذلك كما في اللسان وهناك معان عديدة ولكنها بعيدة القرائن عن اللهجة الشعبية. وأما معنى هذه الكلمة في اللهجة الشعبية فعلى عدة فالمعنى الاول نفس المعنى الفصيح بدا الأمر ظهر الأمر، وبدا لي رأي أي ظهر لي رأي. كما قال الشيخ تركي بن حميد: من لا يقدم شذرة السيف والكيس "تبدي" عليه من الليالي ثلومي والمعنى الثاني لهذه الكلمة "بدا" تقول البادية بدا فلان أي ظهر للبادية بماشيته. والمعنى الثالث بدا الرجل المرقب أي صعد الرجل مكان مرتفع من جبل ونحوه، كما أن أعلى التل يسمى "المبدا" ويقول جري الجنوبي: يقول جري وان "بدا" راس مرقب طويل الذرا للريح فيه زليل "بدر" ومعناها في الفصيح على عدة ومنها القمر ليلة كماله لأنه يبادر الشمس بالطلوع. كما رحب الانصار برسول الله صلى الله عليه وسلم: طلع البدر علينا الا من ثنيات الوداع والمعنى الآخر بدر الأمر أي اسرع فيه، وأيضاً بدر اسم مكان قرب المدينةالمنورة. أما في المعني الشعبي ففي المعنى الاول بدر أي القمر في منتصف الشهر وفيه من القصائد الكثير وكثيراً ما يشبه به وجه المحبوبة. والمعنى الآخر اخذت هذه الكلمة للاسراع في الشيء فيقال "بدَّر فلان بالجيّه" أي استعجل في مجيئه أو يقال فلان جاءبدري وفيه معنى الاسراع. "بدع" ومعناها في الفصيح على عدة ويهمنا في بحثنا ما له علاقة بلهجتنا الشعبية ومن ذلك: بدع أي احدث شيئاً لم يسبقه أحد على ذلك. وبدع أي سمن وأصبح بديناً كما قال بشير بن النكث: فبدعت أرنبه وخرنقه وعمل الثعلب عملاً شبرقه فأما المعنى الأول ففي اللهجة الشعبية فلان بدع بئراً جديداً وبدع مكاناً جديداً بعيداً عن سكنى القوم وهناك أسماء كثيرة تدل على ذلك ومنها: البدع والبديع والبديعة وهي موجودة. وأما المعنى الآخر فهو رجل بدع أي سمين وبدين وهي موجودة فقط عند أهل البادية وفي طريقها للاندثار لقلة استخدامها. "بدن" وفي الفصيح البدن هو الجسد ماعدا الرأس والأطراف. وبَدن أي سمين والبدن الوعل كبير السن وفي اللهجة الشعبية تقول البادية للشاعر بعد فراغه من القاء قصيدته صح لسانك فيقول صح بدنك أي جسمك. والمعنى الآخر "بَدن" أي سمين وتقول البادية فلان بَدن وبدينَ. والمعنى الثالث البدن هو نوع من الوعول وعادة لا يكون إلا في الجبال يقول عجلان بن رمال في وصف راحلة: حصّا وبر مقدم "بدن" عنق ريمي تلقا العتاري حاشيات عذاره @@ في الأسبوع المقبل نستكمل ما بقي من باب الباء الثلاثي فإلى لقاء إن شاء الله. للتواصل: [email protected]