كنا قد توقفنا في الأسبوع الماضي في باب الباء الثلاثي عند كلمة بجم، وهذا الأسبوع نستكمل الباب نفسه: بخت: ومعناها فصيحاً الحظ، وقيل أنها معرَّبة أو مولَّدة. قال الأزهري: لا أدري هذا اللفظ أعربي هو أم لا، وقيل إن العرب تكلمت به قديماً. وفي اللهجة الشعبية البخت هو الحظ ولا جدال، وهناك مقولة للخلاوي حول قبائل الجزيرة العربية ومنها قوله عن قبيلة سبيع "لباسة البشوت كبار البخوت". بخز: ومعناها "بخز عينه" إذا فقأها. كما في المحيط واللسان. وفي المعنى الشعبي هي موجودة كذلك بنفس المعنى فنجد بعض شكوى الأطفال على بعضهم "بخز عيني" أي طرفها. وفي القديم يقول عمير بن شهوان بن ضيغم: بخزت عيني اليمنى بيدي اليسرى ويلعنك يا رجل هذي دلايله بخس: أنقصه حقه وظلمه، وبخست البضاعة صارت قيمتها أقل، وذلك كما في التاج واللسان. وفي اللهجة الشعبية هي كذلك فالثمن البخس أي القليل وفلان بخسني حقي أي ظلمني وهي منتشرة. بخق: ومعناها الفصيح كما في التاج واللسان، قال الجوهري البخق انخساف العين بعور وقال شمر: البخق أن تخسف العين بعد العور، وقال ابن الأعرابي هو ألا يلتقي شفر عينه فتبقى العين منفتحة. وفي اللهجة الشعبية بخق فلان بعينه نظر فلان بعينه وأطال في النظر بدون إرماش وهي مندثرة. برم: ولها معان عديدة في فصيح اللغة ونختار منها ما يوافق لهجتنا الشعبية فالمعنى الأول "برم" دار في مكانه كما في اللسان. والمعنى الثاني "برم" لف الحبل والخيط كما في المحيط. والمعنى الثالث "برم" برم بكلامه هزل ولم يتمكن من الإفصاح. وفي المعنى الشعبي لهذه الكلمة لا يختلف في المعاني الثلاثة فالمعنى الأول برم بمعنى دار في مكانه، وهي كلمة منتشرة في شتى مناطق الجزيرة حتى في بادية الشام ولبنان. يقول الشاعر عايد رغيان الشراري في وصف ذلول: وقف العلابي ثم عكف الأذاني راس الخبير اليا برم واصلح الكاب والمعنى الثاني برم بمعنى لف الحبل، فتقول البادية فلان برم الحبل أي أداره على بعضه وأُخذ من ذلك البريم وهو ما يلف على خصر الإنسان كي يشد من أزره. والمعنى الثالث لكلمة "برم" أي جعل كلامه هزلياً فيقولون فلان يبرم أي يمزح وجمعها برايم. بصم: ختم بطرف اصبعه على ما به لون وذلك في المحيط وفي اللهجة الشعبية استخدمت هذه الكلمة كثيراً حتى استحدث قسم أمني يسمى البصمات. بغم: وتعني في معناها الفصيح صاحت الظبية إلى ولدها بأرخم ما يكون من صوتها وقد استعمل أيضاً للبقر الوحشي وكذلك الماعز يقول لبيد: خنساء ضيعت الغرير فلم يرم عرض الشقائق طرفها وبغامها ومعناها في اللهجة الشعبية نفس المعنى الفصيح فتقول البادية بغم التيس أي أصدر صوتاً يدل على المضايقة. وهذه الكلمة اندثرت أو شارفت على الاندثار. بهم: وفي الفصيح يقول أبو عبيد كما في الغني "بهم" يقال لأولاد الغنم ساعة تضعها من الضأن والمعز جميعاً، قال وأنشد الأصمعي: لو أنني كنت من عاد ومن إرم غذي "بهم" ولقمانا وذا جدن وفي اللهجة الشعبية نفس المعنى فتقول البادية لصغار الضأن "بهم" وهي كلمة متداولة وموجودة. تقول إحدى شاعرات البادية مخاطبة أمها: يا يمه العمر وزلف بي مع البهم والبعاريني في الأسبوع القادم نستكمل ما تبقى من باب الباء الثلاثي فإلى لقاء.