كنّا قد توقفنا في الأسبوع الماضي عند باب الباء الثنائي وهذا اليوم نبدأ مع باب الباء الثلاثي: (باب) ومعناه في اللغة الفصيحة مدخل الدار وما يسد به المدخل من خشب. وفي اللهجة الشعبية هو نفسه ذلك المعنى يقول مبارك بن عبيكة: فتحت لك باب وعنده منادي يا مدور الطولات طُل به وانا آطول باب يبي من ينطحه بالجهادي مثلي تره عن لذة النوم مشغول بات: وهذه الكلمة تعني بالفصيح من أدركه الليل في مكانه وبقي فيه حتى الصباح وذلك في لسان العرب. وأما في اللهجة الشعبية فلا يختلف ذلك المعنى فيقال فلان بات ليله سهران. يقول أحد الشعراء القدامى.. راعي الحب يصبر لو يبيت القوى كيف حملتني حمل وأنا له ما اطيق والأمثلة كثيرة في ذلك، وفي اللهجة الشعبية أتجه بهذه الكلمة لمعنى النوم ليلاً ولم أجده في الفصيح وانما اتفق المعنيان الاولان. (باج) ومعناه في الفصيح على عدة وما يتفق مع لهجتنا الشعبية هو ما ذكره الوسيط بقوله الطريقة المستوية وفي لهجتنا الشعبية باج الطريق أي مستوى الطريق وأصبح معتدلاً يقول عادي بن رمال رحمه الله: أبوج ديان السهال الفجوجي خلاوي مبسوط عدي على دوج واسمع قصيدة قديمة لا أعرف من قائلها ومنها: عسى الحمر ما يجيه خلاف اللي له الدرب ينباجي أما غير هذا المعنى كلمة (باج) فهي كلمات تركية ما عدا ما قاله الأصمعي: انباجت عليهم بوائج أي انفتحت عليهم دواه وهي تتفق مع المعنى المذكور في اللهجة الشعبية. (باح) وتعني في لسان العرب والمحيط باح الشيء ظهر واشتهر. وهو كذلك في اللهجة الشعبية فيقول لفلان باح صبره وفلان باح سره لفلان أي اظهره.. يقول نمر بن عدوان: البارحه يوم الخلايق نياما (بيحت) من كثر البكا كل مكنون أي اظهرته. وهناك بيت من قصيدة للشاعر الكبير احمد الناصر الشايع: يا متلف الروح سدي (باح) من عشرتك ويش مصلوحي في الاسبوع المقبل إنشاء الله نستكمل باب الباء الثلاثي