وقد توقفنا في الحلقة الماضية عند كلمة بش وهذا اليوم نستكمل باب الباء: بَصّ: وهي كلمة فصيحة تعني العين نظرت بتحديق فهي بصاصة كما في الوسيط. وفي اللهجة الشعبية القريبة درجة هذه الكلمة من مصر للحجاز فاصبح معناها معروف لدى العام بالنظر. بَضّ: ومعناها كما في المحيط امتلأ الوجه نضارة ونعومة ورقة. ومعناها في اللهجة الشعبية في بادية الشمال بَضّ: وجه فلان أي أشرق وأصبح ابيضاً يقول شايش الصلج: لا ياولد يوم إن وجهك يبضي وجهي من السموم غادٍ سماري بَطّ: وهناك معنيان فصيحان يتفقان مع لهجتنا الشعبية فالأول نوع من طير الماء يسمونه الأوز والواحدة يقال لها بطة والمعنى الآخر بَطّ أي شق ووخز القرحة والصرة يبطها بطاً شقها. والمعنى الشعبي للأولى هو نفسه يقول الشيخ هايس بن مجلاد رحمه الله: قم سو ما يصبغ على الصين ياذياب بدلال يشبهن البطاط المحاديب وأما المعنى الآخر لكلمة بط فيعني ايضاً الوخز والشق فتجد العامة تقول: "فلان يبط الكبد" أي كأنه يقوم بوخز الكبد بآلة حادة دلالة على عدم قبول الشخص. ويقول أحدهم عندما يطأ شوكة "بطتني شوكة". بَغّ الدم يبغُّ بغاً أي هاج. كما في اللسان. وفي العامية تجد أنهم يقولون في شمالي نجد خاصة عندما يجدون رجلاً ينزف دمه "يَبغّ دم". "بقّ" ومعناها في الفصيح المتوافق مع لهجتنا العربية على اثنين: فالأول يعني الخروج والانتشار فجأة وأعلمته بالحادث فبق كما في اللسان والمحيط. والمعنى الآخرفالبق هو حشرة من رتبة نصفيات الأجنحة حمراء اللون تتغذى بدم الإنسان وتعيش في البيوت واحدته بقّة. وأما المعنى الشعبي فالأول بنفس المعنى الفصيح وهو القيام والخروج فجأة إثر خبر مفزع أو مهم. يقول عياده بن عبيكه رحمه الله: بقّوا هلي بَقّة حمام من الدار تزبنو يم الضبيط الشمالي والمعنى الآخر فهو تلك الحشرة نفسها وهي كلمة منتشرة في الوسط الشعبي يقول أبو دباس - رحمه الله - من قصيدته التي وجهها لابنه دباس: يا دباس ما يصبر على "البقّ" والحاس إلا الذي ما له بنجد عشيره "بَلّ" بَلّ الشيء أي جعله رطباً. وبله بالماء يبلّه بلاً. وفي المعنى الشعبي هو كذلك يقول: عبدالله بن سبيّل رحمه الله: يبلّ كبدي قبل موته بحينه عن علتي عن موتتي وش يبيبي "بن" معنيان فصيحان يتفقان مع اللهجة الشعبية فالأول "بنَّ" بفتح الباء أي الرائحة الطيبة كما في اللسان والمعنى الآخر "بُنء" وهو القهوة وهو حب شجر يعرف به على هيئة أصغر نواة في التمر يحمص ويعمل من دقيق حساء القهوة كما في المحيط واللسان. قال الشاعر كما في اللسان: قهوة البن حرمت فاشربوا قهوة العنب وفي اللهجة الشعبية نجد أن المعنى الأول وهو الرائحة الطيبة يقول الشاعر/ حمد بن ناجي المطيري: يازين شبة نارها العصر يا خليف لا مالت الفيه وزان البرادي كسرت فنجالٍ على غاية الكيف "لا بنّ" ريحه مثل ريح الزبادي والزباد له رائحة جميلة جداً. والمعنى الآخر لكلمة بُنء وهو القهوة واستخدامها شائع جداً في كل أنحاء الجزيرة العربية: يقول القاضي من قصيدة القهوة رحمه الله: أدنيت لي من صافي "البن" ما لاق ريحه على جمر الغضى يفضح السوق "بوّ" وتعني هذه الكلمة في الفصيح جلد الحوار إذا مات يحشى تماماً أو تبناً فيقرب من أم الفصل فتعطف عليه وتهدأ،كما في لسان العرب. تقول الخنساء: فما عجول على "بوٍ" تطيف به لها حنينان إصغار وإكبار يوماً بأجزع مني حين فارقني صخر وللدهر إقبال وإدبار وفي اللهجة الشعبية هو كذلك المعنى الفصيح يقول: عادي بن محمد بن رمال رحمه الله: قلبي اللي من حنين الخلوجي بكيت أنا وارقبت روس المشاريف لا زجت الحنه وقامت تلوجي تعول على "بوّ" مابه له مصاريف