كنا قد توقفنا في باب الباء الثلاثي عند كلمة "بار" و"بال" وهذا اليوم نستكمل ما بقي من الباب: "باه" وتعني هذه الكلمة في الفصيح ضج وجنّ الرجل وأصبح ضعيفاً طائشاً كما في لسان العرب. ولها ما يوافقها في المعنى الشعبي فيقال فلان باه أي فقد التركيز وكأنه في دهشة وعدم حضور ذهني يقول خلف أبوزويد من احدى قصائده: "من شاور البايه على قالته باه" --- "بان": وله معان عدة فمنها شجر من فصيلة البانيات لين له ورق طويل مركب يشبه ورق الصفصاف أبيض الزهر يستخرج منه نوع من الزيت. والمعنى الآخر بان أي اتضح وظهر فيقال بأن الفجر وبانت الحقيقة وفي اللهجة الشعبية تتوافق المعاني مع بعضها ففي المعنى الأول يقصد بهذه الكلمة ذلك الشجر اللين وكثير من الشعراء شبهوا قوام المحبوبة بغصن البان وياغصين البان. والمعنى الآخر هو الوضوح فهو نفسه المعنى الفصيح وعلى سبيل المثال لا الحصر قول الشاعر: عادي بن محمد بن رمال رحمه الله في أحد ردوده على الأمير محمد السديري: الاسم هذا يوم غطوك لنا "بان" سمي خلك به صلاة وتهليل "بتر" وتعني في الفصيح قطع فيقال بتر الجراح العضو المتعفن، ويقال بتر النص الأدبي. وفي اللهجة الشعبية هو ذلك المعنى ولا خلاف على استخدامها وأُخذ منها السيف البتار أي القطاع. "بتع" ويقصد به القوي الشديد كما في اللسان وكذلك من يهم في أمر ويقطعه دون مشاورة غيره فيتخذ رأيه بنفسه في الوقت الضيق. ويوافق هذا المعنى الفصيح المعنى الشعبي فالبتع هو الرجل الشجاع القوي الجسور واستخدامها قليل جداً وقد تكون اندثرت وعلى سبيل المثال بيت من قصيدة معاصرة للشاعر سلطان الجذع يقول: الوصل يا عذب اللما طب وعلاج وسيف الفراق أبتع من السيف عمهوج ومن الجيل القديم يقول الشاعر عادي بن محمد بن رمال: بتع عديم عل الفكرس ياهيبي بالطمسل اللي شنيعات مضاريها الفكرس والطمسل نوع من أنواع المدافع القديمة. "بتك" أي قطع كالبتر كما في اللسان والسيف الباتك القاطع وأورد الصاغاني في محل الاستشهاد قول ابن بري: إذا طلعت أولى العدي فنفرة إلى سلة من صارم الغر باتك وفي اللهجة الشعبية البتك القطع ولكنها مندثرة فيقال لا تبتيك الحبل أي لا تقطعه. "بتل" ولها معان عدة في الفصيح ولكن ما يوافق اللهجة الشعبية معنى بتل أي جد في سيرة ومضى كما في تاج العروس وهو ذلك المعنى الشعبي بتل أي ذهب في طريق مستقيم وخاصة عند نعت طريق وما شابهه. "بثر" له معان عدة وكثيرة ومنها خراج على شكل حبيبات في الجسم فيقال بثر وجهه كما في اللسان. وفي المعنى الشعبي البثرة هي النفرة التي لها خراج يصيب الجسم وخاصة الوجه والظهر وقد تكون اندثرت وقل استعمالها. "بجح" وتعني التباهي والتفاخر كما في اللسان والتاج ويوافقه بالمعنى المعنى الشعبي فهو كذلك فيقال فلان يتبجح أي يتفاخر ويتباهى وهو مكروه. "بجد" ولها أكثر من معنى ومنها بجد أي الرواق الذي يحمي من الرياح والبرد وله ما يوافقه في اللهجة الشعبية فتجد كثيرا من الأعراب قديماً يسمون "بجد" و"بجاد" وهي قليلة. "بجم" وتعني سكت من فزع أو رهبة أو دهشة وأبطأ في السكوت كما في اللسان. وهذا المعنى هو المعنى الموافق في اللهجة الشعبية فتقول البادية "فلان بجم" أي سكت وهي في طريقها للاندثار لقلة مستخدمها.