كنا قد توقفنا في الأسبوع الماضي عند باب الباء في كلمة باح وهذا اليوم نستكمل مع باب الباء الثلاثي: "باد": وتعني بالفصيح هلك وانقطع، وفي الحديث كما في لسان العرب "فإذا هم بديار باد أهلها وباد أصبح رديئاً فالمعنى الأول يوافقه في اللهجة الشعبية قول زبن بن عمير رحمه الله عندما قال: أنا أبين لكم ياللي عن أحوالي تسألون/ عديت مع الليالي لين "بدت" وبيدني. أي أَعينِّي وأَهلكنِّي وأما المعنى الآخر فيوافقه بيت من قصيدة لامرأة أعياها العشق وهي تخاطب والد المعشوق عندما قالت ومنها: يا شيخ يا والي قرا عيدهيه من كثر الأوما "بايدات" خدايمه لا جيت لي عذب الخليليات ماجد لا واهني يا عم منهي تلايمه كما أن هناك بيتاً للشيخ شايع الأمسح من قصيدة طويلة ومنها: أنا غرتني من ذلولي منينه وأثر المنينه صايب به "باد" "بار" ومعناها في الفصيح بار الرجل أي بطل عمله وهلك وبارت الأيم بواراً بقيت في بيتها لا تخطب وبارت الأرض أصبحت غير صالحة للزراعة. فالمعنى الأول يوافقه في اللهجة الشعبية "بار فلان بفلان" أي لم يأت على ما توقعه منه، وبار منسب فلان أي كسد ولم يجد لبناته من خاطب. والمعنى الأول يوافقه قول الشاعر رضا طارف: إرتك على حيد عزيز جنابه خله ليا "بار" العميل فزعن لك وهناك كلمة يتداولها مزارعو النخيل وهي كلمة "بار" وهو فحل النخل ومن ذلك قول الشاعر خلف أبو زويد رحمه الله في وصف الذلول: إذنه تشادي لون كرنافة "البار" لا صار كاربها الشتا من براده ولم أجد لها أصلاً في الفصيح سوى معنى بار فلان الناقة عرضها على الفحل في لسان العرب فقد يكون هناك مجازاً قديماً جداً في توظيف هذه الكلمة واطلاقها على فحل النخل. "باز": وهو طير من فصيلة الجوارح كما في لسان العرب والمحيط. وهو معروف أيضاً باللهجة الشعبية بهذا الاسم وبكثرة. "باس": أي قبَّل فيقال: باس يد أبيه وذلك في اللسان. وباس الشيء بالشيء خلطه وقد أوردناه في كلمة "بسَّ". وفي المعنى الشعبي باسه أي قبله. "باص": باص في سيره أي استعجل وسار بسرعة كما في المحط واللسان. وفي اللهجة الشعبية استخدمت هذه الكلمة لتطلق على الحافلة التي تنقل الركاب وهي منتشرة. "باض": وقد استخدمت على عدة معان في الفصيح وكذا في اللهجة الشعبية، فباض تعني باض الرجل يبوض بوضاً حسن وجهه فصار نضراً. والمعنى الآخر مأخوذ من البيض فتقول العرب باضت الدجاجة. فأما المعنى الأول فيوافقه قول شايش الصلج رحمه الله: لا ياولد يوم إن وجهك "يبضي" وجهي من السموم غاد سماري وأما المعنى الآخر فيوافقه قول ابن عمار في ألفيته: حارت وباضت لو تبي عشر بيضات وهناك لهجة في نجد تقول للبيض "باض". "باع": مسافة ما بين الكتفين إذا انبسطت الذراعان ويقال فلان طويل الباع أي بلغ الغاية في الأمر نفسه. ويقال: باع الطريق قطعه بخطو سريع. فأما المعنى الأول يتفق معه قول الاشعر مشعل المدلول رحمه الله: "وش يجمع الفتر للباعي" والمعنى الثاني يتفق معه قول كثير من الشعراء في مدح الممدوحين. والمعنى الثالث فيتفق معه قول الشاعر عادي بن محمد بن رمال رحمه الله: يا راكب اللي يطوي القاع "باعه" من عندنا مدت بعلم يقيني "باق": وتعني بالفصيح باق فلان قومه إذا غدر بهم وسرقهم كما في اللسان وفي اللهجة الشعبية باق فلان شيئاً إذا سرقه ومن ذلك قول الشاعر محمد بن لعبون رحمه الله: "إن جاع "باق" عمومته وإن شبع ماق". "بال": وهو الحال والشأن وما يخطر القلب وفي اللهجة الشعبية البال هو الخاطر كقول ابن ريفه القرقاح: يا لله أنا طالبك حمرا هوى بالي لا روح الجيش طفاح جنايبها في الاسبوع القادم نستكمل باب الباء الثلاثي "إن شاء الله"