سيكون بإمكان عشاق شارع أبو نواس الترفيهي في قلب العاصمة العراقية بغداد التوافد إليه من جديد عقب إعادة افتتاحه بعد إلغاقه من قبل القوات الأمريكية بعد غزو البلاد في آذار/ مارس عام 2003م. وقال هاشم "كان هذا الشارع ملتقى العشاق ويرومه المئات يومياً من شتى الناس لقضاء ليال جميلة بعداً عن زحمة العمل". وأضاف: "جئت اليوم لزيارة الشارع للتأكد من أنه مفتوح بالفعل لكن بالتأكيد ليس كما كان فالحذر واجب". وقال "سيكون توافد الناس إيه هذه الأيام محدوداً نظراً لبرودة الجو إضافة لعدم الاطمئنان بشكل كامل للوضع الأمني". وأضاف: إن إعادة افتتاح الشارع سيعمل على فك الاختناقات المرورية في شوارع الكرادة. ويقع شارع أبو نواس على امتداد نهر دجلة في جانب الرصافة بين جسري الجمهورية والمعلق وحتى حي الجادرية قبالة مجمع المنطقة الخضراء التي تضم مباني السفارة الأمريكية والبريطانية ومكاتب الحكومة العراقية والبرلمان. وتعود تسمية الشارع نسبة إلى الشاعر العربي الحسن بن هانيئ المشهور ب "أبو نواس" والمعروف بشارع الأنس المرح الذي ولد عام 762ميلادية وتوفي عام 417للميلاد ونشأ في مدينة البصرة وغادرها ليستقر في بغداد. ويتوسط الشارع الذي يقع على ضفاف نهر دجلة ثاني أكبر نهر في العراق بعد نهر الفرات، تثمال كبير لابي نواس الستار عنه عام 1962وصنعه الفنان العراقي إسماعيل فتاح الترك وتمثال آخر لشهريار وشهرزاد يخلد أسطورة ألف ليلة وليلة الذي صنعه الفنان محمد غني حكمت عام 1975.وظل شارع أبو نواس لسنوات طويلة محتفظاً بمسحة اللهو والمرح وخاصة في لياليه الشهيرة حيث كان يزخر بآلاف من عشاق أبو نواس طالبي المتعة والأنس من العراقيين والسائحين العرب والأجانب في حدائقه الخلابة والملاهي الليلية ومطاعم الوجبات السريعة والمطاعم الفخمة التي تقام فيها حفلات وأماس لكبار المطربين المشهورين في البلاد بينهم سعدون جابر وحسين نعمة وآخرين، فضلاً عن المقاهي التي كانت تفتح أبوابها حتى ساعات متأخرة من الليل فضلاً عن مسرى للزوارق. لكن ابرز ما يميز شارع ابو نؤاس هو انتشار المطاعم التي تقدم أكلة السمك المسكوف اشهر اكلة تقدم ولأجلها انتشر عدد كبير منها علي طول الشارع إذ بإمكان الزبون مشاهدة السمكة وهي حية داخل الحوض ومن ثم تنظيفها امامة لتوضع بعد ذلك على اوتاد خشبية على شكل دائرة او شبه دائرة حول نار من الحطب المتأجج ليقدم بعد الشوي طبق شهي مع المقبلات. وعلى طول الشارع الذي تغطيه الاشجار، تنتشر الفنادق الكبرى ابرزها فنادق فلسطين مريديان الذي يتألف من 21طابقا وهو مشيد على مساحة 32670متر مربع وفندق عشتار شيراتون الذي يتألف من 16طابقاً بطابع معماري بغدادي، فضلا عن فنادق أخرى سياحية. وكان مئات العراقيين افراداً وعوائيل، تقضي ليال جميلة ف يهذا الشارع من ساعات العصر حتى أوقات متأخرة في الليل في ظل أجواء الطرب والمرح فضلاً عن عشرات السائحين من شتى الجنسيات لكن هذا المنظر بدأ بالتلاش بعد اندلاع الحرب العراقية الايرانية في الفترة بين 1980و1988، واستمر بالتدهور وخاصة عندما بدأ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بتوسيع مجمع القصور الرئاسية التي يقع قبالة الشارع والذي يعرف الآن بالمنطقة الخضراء مما افقد الشارع مسحته وهجره عشاقه. واسوأ حالة عاشها الشارع هي الفترة بعد الغزو الأمريكي للعراق، حيث قامت هذه القوات باتخاذ الخطوات بالتدريج لإغلاق الشارع بكتل اسمنتية ضخمة على خلفية وقوع انفجارات وانطلاق صواريخ باتجاه مقار القوات الأمريكية مما جعل هذا الشارع في اسوأ حال. لكن الحكومة اعادت افتتاحه مطلع الأسبوع الحالي أمام حركة السيارات من دون أن ترفع الكتل الاسمنتية التي تحيط بعدد من الفنادق أو مداخل الشارع من جهة حي الكرادة في اطار خطة لاعادة افتتاح عدد من شوارع العاصمة بعد التحسن الملموس في الوضع الأمني. (د.ب.أ)