حول جنود قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي أكبر ميناء في الصومال إلى مركز تجاري نابض أصبح بمثابة شريان حياة للسكان الذين أعيتهم الحرب. وقال الكابتن سيبريان أودونج قائد الميناء التابع للاتحاد الأفريقي بعد أن رست سفينة شحن استأجرتها الأممالمتحدة لنقل امدادات غذاء في ميناء مقديشو ان جنوده تمكنوا من تحويله إلى واحد من أكثر المناطق أمناً في العاصمة الصومالية الخطيرة. وبين أودونج للصحفيين وقد أحاط به ضباط آخرون من قوة الاتحاد الأفريقي في الدولة الواقعة في القرن الأفريقي "السفن تجيء وتذهب ليلاً ونهاراً. الأمن في الميناء تحسن حقاً منذ تولينا المسؤولية في يناير. الناس يتحركون بحرية". على مقربة كان حمالون عراة الصدور يتهافتون على السفن لتفريغ حمولاتها وهي في الأغلب امدادات غذائية. وكان هناك زورق أبيض يحمل مسؤولي البحرية الصومالية الذين ينظمون حركة المرور الملاحية ويوجهون السفن التي تستعد لأن ترسو في الميناء. كان هناك زورقان تابعان لقوة حفظ السلام الخاصة بالاتحاد الأفريقي مسلحين بأسلحة آلية ثقيلة وبهما جنود يحملون بنادق ايه كيه 47يقومان بدوريات منتظمة في عرض البحر بينما وقف حراس مسلحون على الشاطئ يحرسون البوابات المؤدية إلى الميناء. وقال أودونج وهو يلصق رأسه بهاتف لاسلكي ذي هوائي طويل "تصلنا بضائع من دبي ومن الهند وباكستان والآن من مومباسا.. السفن تأتي بالطعام. "مهمتنا في مقديشو هي دعم عملية السلام.. انه أمر صعب للغاية لكننا نحاول". لم تتمكن قوة حفظ السلام الأفريقية وقوامها 2600جندي من أوغندا وبورندي من القضاء على انتفاضة إسلامية عنيدة في العاصمة الصومالية ومثلها مثل مهمة الاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور بغرب السودان تشكو المهمة من نقص الأموال والأفراد. بنى الإيطاليون قبل استقلال الصومال عن روما عام 1961ميناء مقديشو ويصل طوله إلى نحو 2500متر وبه عدة أرصفة حيث ترسو السفن وشاطئ رملي إلى الشمال عادة ما يكون ممتلئاً بالأطفال الذين يقتنصون وقتاً آمناً للسباحة. وبعد أن اغلق الميناء أبوابه في وجه السفن التجارية طوال نحو 15عاماً منذ أن أطاح أمراء الحرب بالدكتاتور محمد سياد بري عام 1991عاد واستأنف الميناء نشاطه خلال فترة حكم الإسلاميين المتشددة لكن الامنة نسبياً في يونيو (حزيران) عام 2006.ثم توقف الميناء عن العمل مجدداً بعد الاطاحة بهم في نهاية ذلك العام. ومنذ ذلك الحين ونظراً لغياب القانون في المدينة أحجم عدد كبير من المستثمرين عن استثمار أموالهم في الصومال وان كان الميناء وبعض رجال الأعمال الصليبي الرأي قد تحدوا هذه الفوضى. وفي نياير (كانون الثاني) عام 2007سقطت عدة قائف مورتر اطلقها متمردون مناهضون للحكومة الصومالية المؤقتة على الميناء مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل وإلى توقف العمل في الميناء لفترة. ''(رويتزر)