استوقفني عنوان جانبي لحوار مع الروائي الأردني إلياس فركوح نشرته مجلة المجلة منذ عدة أسابيع يقول فيه "نقد المجتمع لا يكون على طريقة الرواية السعودية" حيث كانت إجابته عن سؤال المحررة "لماذا تلاقي الرواية السعودية الحديثة كل هذا الهجوم" يقول فركوح : "ليس هجوماً لكن الأزمة تكمن في أن الناس تتلقى المنتج الروائي المكتوب من قبل النساء ومن ثم من الرجال على أنه يمثل فضيحة المجتمع وتتلهف على تتبع العلاقات التي كانت مخبأة بدأت تتكشف، فهم ينظرون للنص من حيث كم الفضائح الذي يكتنزه ويرويه ويكشفه، أما أنا فلا أبحث عن الفضيحة فيما أكتب وأعتبرها مجرد حكاية يعيشها كل البشر وفي أعماقها معان أخرى أكثر عمقاً" انتهى كلام الروائي إلياس فركوح أحد الذين تم ترشيحهم لجائزة البوكر بنسختها العربية الجديدة عن روايته"أرض اليمبوس" نفهم من حديثه هذا وجود صورة نمطية جديدة للرواية السعودية، هذه الصورة للأسف ليست جيدة لأنها تخرج العمل الروائي في المملكة من خانة الإبداع الأدبي إلى نسق الرواية الفضائحية، ونحن نعرف أن موجة روايات فضائحية طفت على سطح المشهد الثقافي العربي وبالذات في الستينات والسبعينات تدور أحداثها غالباً حول العلاقات السرية للعديد من المشاهير رجالاً ونساءً وبالذات في الوسط الفني، هذه الموجة اختفت، أتمنى أن لا تكون الرواية في المملكة تشبّه بمثل تلك الموجة، ولا أرغب أن تبقى تلك الصورة النمطية عن الرواية، فحتماً عند صدور عمل جيد ستطغى تلك الصورة، ويرفضها القارئ العربي المتابع لأن من يبحث عن الفضائح والجرائم بكل تأكيد سيجد ضالته، ولكن بعيداً جداً عن العمل الإبداعي، نحن لا زلنا نحتاج إلى من يوصل إبداعنا بكافة أوجهه السردي والشعري والتشكيلي بصورة جيدة، نريد أن نبعد عنا التهمة التي تقول: إن خلف كل إبداع من كتابات قصصية أو روائية أو شعرية أو لوحات فنية شخص آخر، ونحن نضع أسماءنا عليه، فإبداعنا الوحيد النفط، أرأيتم مقدار المأزق الذي يعيشه الإبداع السعودي، ويضاف إلى ذلك وصف الرواية في المملكة بالاتجاه إلى الفضائحية، لابد من مراجعة لحركة الإبداع في المملكة، ولابد أن يتبنى أحد الأندية الأدبية مؤتمراً عن الرواية في المملكة يشارك فيه عدد من النقاد في الوطن العربي، مع رجاء العدالة والمساواة، فصحيح أن كثيراً من الأعمال الروائية النسائية تستحق الدراسة ولكن ثمة أعمال روائية كتبها رجال تستحق أيضاً الدراسة، وليبقى نقد النقد ونقد نقد النقد ونقد نقد نقد النقد ضمن الإطار الأكاديمي، وليكن هنالك تحفيز لمتابعة ونقد الإبداع المحلي ليخرج من مآزقه.