الخبر: "أعلنت المغنية المصرية الشابة شاهيناز أنها قررت ارتداء الحجاب واعتزال الغناء بشكل نهائي، موضحة أن قرارها جاء نتيجة دراسة متأنية في الأمور الدينية، ولتكون أول فنانة من بنات الجيل الحالي ترتدي الحجاب، علماً بأنها ترتبط بالفنانة حنان ترك بصداقة متينة هذه الأيام!". التعليق: أصبح من المستفز لي ولغيري قراءة مثل هذا الخبر (اعتزال الفنان الفلانية وارتدائها الحجاب) أو (اعتزال الفنان الفلاني و..) لا داعي لأن أكمل فقد شهدنا الأسبوع الماضي القصة الغريبة لاعتزال الفنان الكويتي الشاب حسين الأحمد واختفائه المفاجئ والأخبار التي تقول عن ذهابه إلى أفغانستان للقتال! ومصدر الاستفزاز هو أنه لا يعتزل الفن إلا أولئك الصنف من الفنانين الذين يُعرفون عادةً بقلة الاحتشام والانغماس الكامل في العبث الفني الذي هو بعيد جداً عن الفن الراقي الذي يحمل قيماً ومعاني سامية. إذن لم يعد من المستغرب أن نسمع خبر اعتزال الفنانة شاهيناز، التي نحترم فعلاً قرارها في الاعتزال ولبس الحجاب ونبارك لها إذا كان عن قناعة وتقرب إلى الله وليس لأهداف ونوايا أخرى. ولكن، لكي لا تختلط الأمور على الناس، فسلسلة الإعتزالات التي شهدتها الساحة الفنية العربية (غالبيتها في مصر طبعاً) قد جاءت لفنانين ينقصهم الفهم والوعي بقيمة الفن عموماً، فكانوا أسوأ ممثلين له، وشوهوا الصورة الحقيقية للفن عبر أعمالهم الرديئة وأخبارهم التي كانت تتصدر قلب الصحف الصفراء، وذلك الهوس الذي كان يتملكهم للظهور والشهرة حتى لو كان على حساب التهجم على إخوانهم الفنانين الآخرين والكيد لهم، أي باختصار كانت سيرة كل واحد منهم لا تسر العدو ولا الصديق!. ومن الأخبار غير السارة أيضاً من جهة أخرى، ذلك التهجم والاضطهاد الذي يحصل بحق الفنانات المعتزلات من قبل زميلاتهن الفنانات من جهة، ومن قبل الإعلام المصري الذي يمنع ظهورهن على الشاشة من جهة أخرى. الفنانة حنان ترك الذي يقال إن لها دوراً في قرار حجاب شاهيناز لازالت تتعرض لهجوم من زملائها الفنانين، فهذه هي الفنانة منى زكي رفيقة مشوارها تنتقدها بسبب مركز للتجميل أنشأته حنان ترك وخصصته فقط للفتيات المحجبات، وسبب غضب منى زكي على ما يبدو أن هذا الشرط لا ينطبق عليها وبالتالي تقع عليها الجملة أو الكلاشيه المصري المشهور في المسلسلات والأفلام (برا من غير مطرود)! ولا يسمح لها بالدخول مطلقاً لأنها غير محجبة! وهذا ما فتح الباب على الفنانة المسكينة "حنان ترك" بأن توصم بأنها داعية للعنصرية والتطرف!. هذا التطرف في الحقيقية واقع عليهن بالتحديد، لأن الإعلام المصري كما ذكرت سابقاً يمنع ظهورهن على شاشته لمجرد أنهن محجبات، ولكي لا نظلم الإعلام فقط، يبدو أن هناك بروتكولاً غير رسمي يحظر ظهورهن على غالبية القنوات الفضائية في إعلامنا العربي الديمقراطي!. وسؤالي في الأخير إذا لم تجد الفنانات المحجبات والملتزمات من يرعاهن ويحتضن مواهبهن كجزء من الوسط الفني والإعلامي، وجزء من المجتمع بشكل عام، فهل سوف تتسع قناة (اقرأ) أو (المنار) لكل هؤلاء المحجبات؟!.