اثنان وثلاثون عاماً قضاها مع المنتخب الوطني الاول لكرة القدم ولا يزال يعمل بكل جد ونشاط مع نجوم الأخضر.. مدربون عالميون مروا على المنتخب من مدارس ودول متعددة.. واداريون جاءوا وآخرون رحلوا من حبهم الادارية للاخضر.. وكم من المترجمين الذين تعامل معهم السعودي عبدالله الغليميش مسؤول الملابس في المنتخب الاول.. ورجل بهذا العمر الذي عاشه ولازال مع منتخب بلاده يملك العديد من المعلومات والمواقف والتي كان شاهداً عليها. فقد عاش الغليميش مع مراحل عديدة من الانتصارات كما حضر مشاهد لا يحب الحديث عنها لانها في تصوره غير سعيدة هي تلك التي خسر فيها الاخضر مراكز الصدارة. "الرياض" التقت ب(عبدالله الغليميش) الذي تحدث بكل واقعية عن تجربته مع العديد من نجوم الكرة السعودية قديماً وحديثاً وكيف كانوا يتعاملون معه كما كشف حدثاً مهماً له مع الأمير الراحل فيصل بن فهد (رحمه الله) واشار الى اسباب تسجيل ابنيه محمد وسلطان في كشوفات نادي الشباب كل ذلك تطالعونه في السطور التالية: ثلاثون عاماً مع المنتخب صف لنا تعامل النجوم القدامى معك؟ سكت قليلاً ورد بهدوء.. قائلاً: النجوم السابقون يتعاملون معي بصفة اخوية اكثر من ان تكون عملية ويحترموني كثيراً حتى انهم يطلبون مني النصيحة في العديد من الامور ليست الرياضية فحسب بل في امورهم الحياتية.. ويضيف ان زمن نجومية ماجد والنعيمة ويوسف خميس وفهد المصيبيح ويوسف الثنيان ومحيسن الجمعان وصالح خليفة ومحمد عبدالجواد مع هذه الكوكبة عشت زمناً جميلاً طويلاً والعمل معهم كان رائعاً لانهم نجوم ممتازون اعطوا المنتخب الكثير واستمروا في الملاعب فترة طويلة. لماذا تصر على افضلية النجوم السابقين؟ من خلال علاقتي الطويلة مع اللاعبين والمدربين الذين اشرفوا على المنتخب استطيع ان اؤكد ان اللاعبين في الثمانينات وحتى منتصف التسعينات كانوا مميزين بفضل (محافظتهم) عكس النجوم الحاليين الذين يأتون ويذهبون بسرعة. تعاملت مع لاعبين نجوم اصبحوا فيما بعد اداريين يشرفون عليك ما الفرق بين دوره كلاعب عندما تحول الى اداري؟ هناك فرق كبير فالمسؤولية الادارية اكبر ومختلفة عن تلك الفترة التي كان خلالها لاعباً فهو يمثل نفسه والان هو مسؤول عن المجموعة بشكل كامل. وقد لمست كل اهتمام من صالح النعيمة وحالياً المصيبيح لأن ما يربطني بهم اكبر من علاقة عمل كتبتها البطولات والاحداث الرياضية الجميلة التي لاتزال راسخة. من خلال تواجدك كيف كان وضع النجوم السابقين وهل كان لهم تميز عن الحاليين؟ الجيل السابق كانت العلاقة فيما بينهم قوية ومتينة ودائماً قريبون من بعض فمعهم كتبت اول قصة بطولة آسيوية عام 84م والتأهل إلى اولمبياد لوس انجلوس من العام نفسه وبعدها استمرت البطولات السعودية حتى وصلنا إلى نهائيات كأس العالم 94بأمريكا. ولكن علاقتي لم تضعف ولم تكن هناك أي مشكلة أو خلاف مع أي نجوم واعتز بالنجوم (ماجد - الثنيان - المصيبيح - عبدالله الجربوع - النعيمة - عبدالجواد). من خلال تواجدك الطويل مع المنتخب زرت العديد من الدول ايها ترك انطباعاً وذكريات لا تنسى على قلبك؟ اولا احب ان اشير الى نقطة مهمة قبل ان اجيب على سؤالك وهي ان اول عمل كان لي مع المنتخب مع المدرب البرازيلي (مانيللي) اما اولى الدول التي زرتها فقد كانت سنغافورة وبعدها ماليزيا ثم تايلاند في تصفيات كأس العالم. والحديث لابد ان نتوقف عند سنغافورة الذي شهد اول قصة انتصار سعودية بتحقيق كأس اسيا والصعود الى الاولمبياد مع الكابتن والمدرب الوطني خليل الزياني وسبحان الله هذا النصر الكبير جاء بسواعد سعودية 100%. تحدثت عن الزياني ودوره في الانجاز.. بصراحة ما الفرق بين المدرب الوطني والأجنبي؟ الفرق واضح فالمدرب الوطني سهل التفاهم والتعامل معه فهو يفهم ما يريده اللاعب اكثر من الاجنبي الذي يحتاج الى مترجم لايصال المعلومة والتي ربما لا تكون واضحة واعتقد ان حرص الأمير فيصل بن فهد على منح الثقة الكاملة في المدربين الوطنيين كان صائباً فقد حقق الوطنيون بطولات تظل شاهدة ولن تمحى من ذاكرة التاريخ فمع الزياني كان حصولنا على كأس آسيا والوصول إلى لوس انجلوس ومع الخراشي كأس دورة الخليج بأبوظبي. وماهو الحدث الذي لا تنساه مع الأمير فيصل بن فهد؟ طلب سموه يرحمه الله من المسؤولين ان اعود إلى الرياض بعد نهائيات كأس العالم بأمريكا في طيارته الخاصة وقد تفاجأت بذلك ولا يمكن ان انسى ذلك الحدث. ماهي طبيعة عملك وهل تحظى باهتمام وتعاون من قبل اللاعبين؟ انا مسؤول الملابس فكل شخص في المنتخب يحمل رقماً معيناً وله مقاسات خاصة به موجودة عندي.. فإذا جاء اللاعب تسلم له ملابسه وهناك برنامج توضع فيه بحيث تنظيم اللبس واللون بشكل يومي واللاعبون متعاونون. هل أبناؤك رياضيون؟ نعم فلدي محمد وسلطان وهما يلعبان في نادي الشباب محمد في درجة الشباب وسلطان في البراعم واخترت الشباب لانهما يحبانه ولم أفرض عليهما ان يتحولا اليه. هل تمكنت من خلال تجربتك مع المنتخب من تأمين مستقبلك؟ الحمدلله فقد استفدت من توجيهات من عملت معهم وخصوصاً كلمات ونصائح الأمير فيصل بن فهد والأمير سلطان ونواف فهم يتعاملون معي بشكل أبوي ولم يقصروا معي ابداً وقد استطعت ان اؤمن مستقبلي وابني لابنائي طريقاً واضحاً من خلال ما قدمته وحققته لهم بعملي مع المنتخب. كلمة أخيرة لمن توجهها؟ كل الشكر إليكم في جريدة "الرياض" وخاصة الأستاذ القدير تركي السديري وللاخوة في القسم الرياضي على منحي هذه الفرصة للظهور والحديث فنحن دائماً منسيون، ولكن انتم سبقتم الجميع مع تمنياتي لكم دائماً بالتطور والتوفيق.