يفتخر سكان ارادان باشهر ابناء المدينة الصغيرة الواقعة عند ابواب الصحراء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد متجاهلين التضخم الذي تعاني منه الطبقات الشعبية في البلاد. هناك يحظى احمدي نجاد بدعم كامل من جميع سكان المدينة بمعزل عن مآخذ خصومه على سياسته الاقتصادية في ظل تزايد التضخم وسياسة المواجهة التي يخوضها مع الغرب بشأن الملف النووي. يلتقي الشبان والشيوخ بعد الظهر على الجادة الرئيسية في المدينة الواقعة على مسافة 130كلم شرق طهران والتي لا يزيد عدد سكانها عن خمسة آلاف او 15الفا مع سكان القرى المجاورة ويتبادلون الاحاديث. ويقول داود غافلي البالغ من العمر خمسين عاما "احمدي نجاد ابن البلد. كلنا نحبه. قام بامور كثيرة من اجل البلاد وعلى الاخص في الازمة النووية". واشتهرت المدينة عند انتخاب احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2005وشهدت بعدها عمرانا من مؤشراته قيام مبان جديدة قيد الانشاء ومستشفى يتسع لثمانين سريرا وكلية. ويرجح اعادة انتخاب النائب المحلي المحافظ عبد الرضا ترابي القريب من الرئيس. ويقول رضا محسني وهو مزارع في السبعين "احمدي نجاد لا يريد شيئا لنفسه. انه يعمل من اجل الشعب". ويضيف "صحيح ان هناك تضخما لكن هذا بسبب الاميركيين. لقد فرضوا عقوبات على ايران اثارت التضخم". ومن الملفت ان اسم الرئيس يتردد في جميع الاحاديث لكن لا يمكن مشاهدة اي صورة له معلقة على جدران مسقط رأسه. ويوضح هاشم ديدبان وهو موظف عمره 44عاما "الوضع اصبح افضل منذ انتخاب احمدي نجاد. لقد نجح على الساحة الدولية والمسائل الاقتصادية ليست مهمة جدا. لم نقم بالثورة من اجل الاقتصاد". وتابع ان "البطالة والتضخم امر طبيعي في العالم وموجود في جميع البلدان". ووصل معدل التضخم إلى حوالى 20% بحسب الارقام الرسمية فيما تقارب نسبة البطالة 10% رسميا بينما يقدرها الخبراء بنسبة اعلى بكثير. ولد احمدي نجاد عام 1956في ارادان وانتقلت عائلته بعد سنتين إلى طهران هربا من الفقر وطلبا لظروف معيشية افضل في العاصمة. ولا تجد في المدينة سوى اصوات نادرة تنتقد الرئيس. وتقول الناز الطالبة في ال 21من العمر "ليس لدي ما اقوله"، مضيفة ان "الضغوط تزايدت في المجتمع والتضخم ازداد". واكد معظم السكان انهم صوتوا للنائب المنتهية ولايته والذي تربطه بالرئيس "علاقات جيدة". وقال داود غافلي "صوت لترابي. منذ ان انتخب نائبا اصبح لدينا مستشفى وترامواي في غرمسار (مدينة مجاورة) ووصل الغاز إلى العديد من قرى المنطقة واقيمت كلية".ويشدد العديدون ايضا على اهمية الجولات التي قام بها احمدي نجاد على المحافظات. وقالت خديجة نوروزي من سكان المدينة "قام احمدي نجاد باشياء كثيرة من اجل الفقراء والشبان". وقام الرئيس بزيارات إلى محافظات ايران الثلاثين عقد خلالها اجتماعات لمجلس الوزراء في المدن النائية، وفق سياسة شعبوية تدرج في حساباتها الانتخابات الرئاسية عام 2009.وقال حسين دربان المجند في الحادية والعشرين من العمر ان "احمدي نجاد نزيه إلى حد انه ترك ارادان لآخر زياراته إلى المحافظات حتى لا يقال عنه انه يريد اعطاء الافضلية لمدينته مثلما فعل اسلافه". (أ.ف.ب)