الفنان مطلق دخيل من الأصوات التي وهبته نخيل الأحساء روعة الإبداع ليغني لها بلون التمر وطعم التين والخوخ والرمان والليمون غناءً لا ينتهي، يترنم بغناوي الشوق ومواويل الصدر والتعب في ضواحي الرز الحساوي، عرف مطلق دخيل بهذا الاسم كاسم للشهرة (مطلق دخيل العويس) لذا أصبح اسم الشهرة ملازما له طول مسيرته الفنية الطويلة ويكنى (أبو عيسى) قبل أن يرزق بابنه الأول إبراهيم الذي اخذ منه موهبة الفن فهو من الملحنين في الساحة،مطلق دخيل أول صوت يغني عاليا للفرح، بل هو صاحب أول فرقة موسيقية في المنطقة، ليس هذا فحسب فهو أول فنان يسجل أغنية محلية في تلفزيون الدمام،كما هو التاريخ أتى ليقول معي من الزمن الطويل مطلق دخيل فإلى اللقاء في جزئه الثاني والأخير : @ كيف كان تسجيل الاغاني في ذلك الوقت؟ - كنا نسجل أغانينا في الاول على الأسطوانات القار وترسل الى اليونان او الهند وترجع على شكل اسطوانة وبعدها سجلنا على اسطوانات الناليون عند ظهورها حتى ظهر الكاسيت او الشريط. @ من هم الأشهر في تسجيل الاسطوانات ايام زمان؟ - كان ابرز تلك المحلات محلات العبندي والمحسن، والحبيصي وهم أول من افتتح محلات لبيع الاسطوانات الغنائية وبدأ العبندي يسجل للفنانين المحليين ويطبع لهم اسطوانات من هؤلاء الفنانين عبد اللطيف الحمدان رحمه الله. وعبد الله بوخوه واحمد الباروه وطاهر الاحسائي وعيسى الاحسائي ومعظم فناني الاحساء في تلك الحقبة . @ ماهو الدافع الذي جعلك تسافر إلى لبنان؟ - بعد ظهور طلال مداح رحمه الله وغنائه في لبنان واشتهار اسطوناته تسببت في ما يسمى حينها موجة الاسطوانات اللبنانية ولحق به بقية فناني المملكة بتسجيل اغانيهم وإقامة الحفلات الفنية هناك فراودتني فكرة ركوب الموجة والسفر إلى لبنان وتسجيل شريط هناك وبالفعل سافرت إلى بيروت في منتصف الثمانينات الهجرية الستينيات الميلادية، وسجلت أغنية (تاه الود) وبعض الأغاني الأخرى وبعد عودتي من بيروت تلقيت دعوة كريمة من سعادة الأستاذ محمد عبد الله الملا مدير البرامج في محطة تلفزيون الدمام الذي لم يمض على افتتاحه سوى عدة أشهر وطلب مني الموافقة على تسجيل أعمالي الغنائية وقد سجلت لتلفزيون الدمام آنذاك أغنية (تاه الود) كانت أول أغنية محلية تذاع من تلفزيون الدمام. @ هل تستطيع ذكر الفنانين الذين جاءوا بعدك في الأحساء؟ - جاء بعدي عيسى الأحسائي في التسجيل على الرغم ان طاهر الأحسائي اقدم منه في العزف والغناء وهو من علم عيسى وكان يرافقه في إحياء الحفلات التي يحييها طاهر وبعدهم سعود المحسن وآخرون. @ مع من تعاون مطلق الخيل من الشعراء و الفنانين القدامى أوالحاليين؟ - من القدامى تعاونت مع الشاعر حمدان بن إبراهيم الناصر من شعراء الاحساء المعروفين الذي تغنى لهم من فناني الخليج يوسف فوني وغيرهم والشاعر العرفج والشاعر المعروف محمد الجنوبي والشاعر احمد ابراهيم الغدير والشاعر عبدالوهاب المتيعب، ومن الفنانين الفنان ربح صقر في "اغنية دنيا الهوى دنيا" والفنان حسين القريش في اغنية "يامسهرا عيني عن النوم" والفنان عادل الخميس في اغنية "وقف الهوى". @ ذكرت انك جهزت عملاً للفنان الراحل طلال مداح هل سجل ام لا؟ - كان لدي اللحن كعمل غنائي من الشعر الفصيح بعنوان "البعد بعد القلوب" وكان إحساسي أن طلال هو الأقدر على غنائه لما يتمتع به طلال من قوة وجمال الصوت فاتصلت على مدير اعماله خالد ابومنذر حينها واخبرني أن طلال غير موجود حاليا عندما يعود سوف اطلب منه الاتصال بك وتفا جأت في نفس الأسبوع الذي اتصلت فيه على مدير أعماله بوفاته وأصبت بندم جراء وفاته و جراء العمل الذي كان يسعدني كثيرا لو تغنى به المرحوم غفر الله له. @ قبل ان توجد جمعية الثقافة والفنون، كيف كان تجمعكم؟ - عملنا دارا خاصة بنا كفرقة التي كونت وكان عددها ستة اشخاص بدل التجمع في البيوت وأطلقنا عليها دار الفنون وبعدها اشتركنا في نادي الفتح الذي خصص لنا غرفة نتجمع فيها بالمجان كي نمارس أنشطتنا وتدريباتنا الموسيقية، وبعدها بمدة جاء طارق عبدالحكيم كمسئول عن الثقافة والفنون لإنشاء جمعية الثقافة والفنون في الاحساء وعندما أتى وجد كل شيء جاهزاص وقال حينها لم يبق علينا سوى إيجاد المقر، وفعلا تم إيجاد المقر وبدأت الجمعية نشاطها بقوة وكانت فاعلة ليس كما هو الحال الآن التي تراجعت معه الجمعية الى الوراء كثيرا. @ يقال انك سجنت سابقا بسبب الأغاني،هل تفسر لنا ذلك؟ - القصة انه كان يذاع برنامج على إذاعة البحرين التي كانت تسمع بوضوح في المنطقة ويتابعها الناس لعدم وجود إذاعة محلية حينها، ويسمى سهرة مع فنان في سهرة خليجية وجاءتني رغبه قوية في المشاركة في البرنامج وتحمست له فقررت ان اطلب إجازة من عملي حيث كنت اعمل في الأمن العام وفعلا قدمت طلباص لمدة ثلاثة ايام وتعذرت ببعض الظروف الخاصة ولكن الضابط المسئول حينها رفض طلبي وحاولت مرة اخرى وثانية وثالثة دون جدوى فقررت أن أتغيب عن العمل وأسافر الى البحرين وفعلا ذهبت وسجلت في البرنامج واثناء وجودي في البحرين كان العمل يبحث عني وعندما سمعوا صوتي عبر المذياع عرفوا بوجودي وعند ما رجعت الى العمل تعذرت بالمرض ولم يقبلوا عذري وابلغوني أنهم عرفوا بوجودي في البحرين من خلال الإذاعة فما كان منهم الا ان أودعوني التوقيف لمدة خمسة ايام وهذه قصة إشاعة سجني بسبب الاغاني. @ حدثني عن التكريمات التي تنهال عليك مؤخراً؟ - نعم حصلت على تكريم من جمعية الثقافة والفنون بالإحساء، وحصلت على تكريم الرواد العرب في جامعة الدول العربية بالقاهرة. @ ماذا يتمنى مطلق الدخيل بعد هذا العمر الفني، وهل من رسالة تريد إيصالها؟ - أتمنى ان أجد الدعم المادي والاعلامي لأقوم بتوثيق تراث الاحساء فانا جاهز لذلك وكل ما احتاجه هو الدعم فقط لان الاحساء غنية بالتراث ولوطفت على الخليج لوجدت كل مورثهم وتراثهم في قرية واحدة تسمى قرية الطرف وقد يكون انتقلت إليهم من الأحساء عبر التاريخ ومن الملاحظ أن دول الخليج استفادت من تراث الأحساء أكثر مما استفدنا منه والسبب يعود لعدم وجود دعم لهذا التراث العريق، اما الرسالة التي أريد إيصالها هو تساؤل وعتب لوزارة الإعلام والثقافة يكمن في عدم نشر الأغاني القديمة للفنانين القدامى،فأنا سجلت بعض الأغاني الوطنية وغيرها ولكن لم تعرض إلا في نفس الفترة وبعد ذلك نسيت تماما وأنا لست وحدي فهي مشكلة يعاني منها الجميع وأتمنى من المشرفين على الإعلام تلافي هذه المعضلة وعرضها للأجيال الجديدة لكي يتعرفوا على تراثهم.س