1000ريال قيمة أول تسجيل وأول سيارة امتلكها (دودج بليمود) بعد كم ليلة من حياة(طاهر بن علي الاحسائي)في البحرين التي يزورها لأول مرة في حياته، بسبب تسجيل بعض الأغاني بخطاب موجه من سهيل بن حمد – والصحيح- الفنان محمد بن سهيل من أصل(عماني)يحمل الجواز السعودي ومقيم في مدينة الدمام، وكان رفيقاً للموسيقار طارق عبد الحكيم وتغنى من الحانه العديد من الفنانين. في خضم ولعّ طاهر بن علي بالفن والفلكلور، ومحاولة استغلاله من قبل حارب حسن الذي أراد أن يسجل أعماله من خلال استدراجه في الجلسات التي كان يقيمها في بيته، أخفى طاهر كل جديده في تلك الجلسات ولم يظهره إلا داخل استديو التسجيل. وكانت تلك الرحلة في بدايات منتصف القرن الماضي من الميلاد، عندما سافر طاهر للتسجيل عند الساعاشي اسماعيل مع حارب حسن وراشد الرفاعي. يقول طاهر الاحسائي عن تلك المرحلة:» بعدما وصلنا عند الساعاشى اسماعيل كان المطلوب منها( 16)اغنية، ووزع علينا الأغاني حيث قال: أنت يالرفاعى أربع، وحارب حسن كذلك، لكن طاهر سيغني ثماني.» كادت ان تبدأ مشكلة فيما بينهما، عندما قال الرفاعي:»مايصير هذا يسجل ثماني وحنا اربع.!»، إلا أن الساعاشي قال:»سنوزع عليك أنت وطاهر الأغاني، أنت ست وطاهر أيضاً ست – لكن لا تحزن». ويتذكر طاهر بن علي الاحسائي أنه سجيل(سبحان من بعلمة - بكى الاخضر- جل جلاله - سبحانه مايعلم الغيب بتدبيره وسلطانه « للشاعر عبدالله السبيعى من أهل الرياض, وبعد يومين من تسجيل الأغاني عاد طاهر الاحسائي إلى الدمام حاملاً ألف ريال, وعلى ذمته يقول طاهر بن علي:» إن الألف ريال تساوي قيمة ثلاث أراضي». لم ينسى والدته وما عانته من تنقلات وفقر ومداراة لولدها الذي يهوى الفن، عندما خبأت عوده الأول في عباءتها خوفاً من مصادرته. عاد طاهر من سفرته الأولى من البحرين ليقدم إلى والدته المسكينة(500 ريال)وياخذ البقية, رغم انه صرف منها عندما كان في البحرين - 30 ريال- روبيتين- قيمة إيجار الفندق وقيمة الأكل روبية واحده، في تلك الأيام فاض شوقه لانتظار باكورة انتاجه الغنائي قبل ستين عاماً. خلال بروفات الصوت - منتصف السبعينات ربما ذلك الرجل الطيب الذي ينتظره طاهر بعد خمسة عشر يوماً، إذ فاجأه باتصال يطلب مقابلته، ويعطيه شنطة(مشغل اسطوانات) وثلاثة كراتين, وكل كرتون يوجد به( 25 أغنية)، هذا الرجل الذي أرسله محمد بن سهيل، قال له:» اعملها قسمة بين أهلك وأصدقاءك»، يقول طاهر بن علي :» جلسنا مدة طويلة نذهب إليه, حينها قال لي:»لا أريدك أن تأتيني مشياً على قدميك», فمازحته وقلت:»لا توجد طائرات تصل إليك، فكيف تريدني أن أصلك». طاهر الذي لم يتوقع في يوم من الأيام ان يمتلك سيارة، هاهي تصله عندما قال الرجل الطيب:»إذهب لمعرض السيارات وأنتقي لك واحدة وعّد إلى». طاهر يمتلك أعصابة ويتذكر أنه لا يمتلك المبلغ الذي يتيح له بشراء سيارة جديدة, فيقول:» أين لي بقيمة السيارة»،ويفاجئه:» اذهب واشتري السيارة ثم تعال لاعطيك المبلغ لان المعزب سيدفع قيمتها». المعارض في ذلك الوقت كان موقعها عند المسجد الجامع، وتعرف طاهر وقتها على حمد ومحمد ابناء الحميدي وهما من القصيم . أشترى منهم السيارة(دودج بليمود) التي طلبها بقيمة ثمانية آلاف ريال. يقول طاهر بن علي الاحسائي:»واشترى ذيك السيارة، تقول أمير لو ركبت فيها (عطونى عين) فيها ماصلت على النبى». بقي طاهر على الفن وعاد للحفلات والاعراس ثم تحول إلى محافظة الأحساء، لكن المفاجآت تصله اينما رحل. يقول طاهر عن رحلته في الاحساء:» ان الناس لم تساعده هناك ولم تفهمه ووضعوني في موقف لا احسد عليه، واحرجت فيه، وعندما طلبوا مني اسمي قلت (طاهر بن على)، فقالوا نحن نريد اسمك الحقيقى، فقلت(طاهر بن على احمد القطيفى)، فقالوا لي انت من القطيف، فقلت لا انا من الأحساء من المبرز، فقال عجيب.!، ان قلنا المطرب طاهر بن على القطيفى، قالوا هذا من القطيف، فقلت القطيفوالأحساء كلاهما واحد لكني أحب ان اسمي بمنطقتي الأصلية، فقال اذاً نضع اسمك المطرب طاهر بن على الاحسائى». الغريب من وجهة نظر طاهر أن وزارة الثقافة والإعلام اصبحت تقول عنهم الحمولة، لان كل ما ظهر فنان كعيسى وغيره، قالت عنهم وزارة الإعلام أنتم حمولة يالإحسائية, فيرد عليها:»نحن لسنا حمولة ولكنهم يتعلمون تحت يدي فكتبون الاحسائى، خلافاً على أنى من بلد الاحساء. محمد بن سهيل إنسان فنان ومقتدر، وكان يحتضن طاهر الاحسائي، وقال لمن يعمل لديه:» اذا اراد طاهر شيء فلا تبخلوا عليه، وقدم له عمل موسيقى « وكان وقتها صديق لطارق عبدالحكيم . يقول طاهر الاحسائي :»إلى الآن يوجد لدي هذا العمل الموسيقي تسجيل- اسطوانة- ولم أطرحه لان الناس في وقتها يريدون العمل الشعبى، كالعود والإيقاع والكمان». وربما أن طاهر لم يكن يريد الموسيقى لانه قال:» إن الموسيقى(رجة) ولم تكن موجوده في ذلك الوقت». يتبع.. طاهر الاحسائي خلال مشاركته في احدى المهرجانات