توصلت دراسة ميدانية متخصصة إلى نتائج تؤكد تلوث المياه الجوفية جرثومياً وكيميائياً في بعض أجزاء وادي حنيفة وارتفاع منسوبها بشكل واضح. وبينت الدراسة التي أجرتها د. نورة بنت عبدالعزيز آل الشيخ وكيلة كلية الآداب جامعة الملك سعود ان استخدام هذه المياه الملوثة في الشرب أو ري المحاصيل التي تؤكل مباشرة كالورقيات قد يؤدي إلى اخطار صحية ونقل الأمراض الوبائية والمعدية مثل التهاب الكبد الوبائي والبلهارسيا والتيفويد لا قدر الله. وتوصلت الدراسة للباحثة د. نورة آل الشيخ والمعنونة ب "نوعية المياه الجوفية في وادي حنيفة ودرجة تأثيرها بمياه الصرف الصحي للنتائج التالية: 1- ان 38% حجم عينة الدراسة للمياه الجوفية في الوادي غير صالحة للشرب جرثومياً لتلوثها بالبكتيريا القولونية الخطيرة على الصحة في حين 45% من المياه صالحة للشرب و17% تحتاج إلى معالجة جرثومياً لتحسين جودة المياه فيها. 2- أظهرت نتائج التحليل الكيميائي ان معظم عينات الدراسة تزيد عن الحد المسموح به للملوحة في مياه الشرب. 3- شدة التلوث الكيميائي في المياه الجوفية التي تمت دراستها في الوادي نتيجة زيادة نسبة الرصاص والكادميوم ولزرنيخ. وأبرزت الدراسة ان كمية المياه المتسربة إلى رسوبيات وادي حنيفة من السيول والأمطار تبلغ حوالي 15مليون كم 3سنوياً.. تتزود مدينة الرياض بكميات قليلة من مياهها من الوادي وروافده خاصة من الحاير التي حفرت بها آبار تنتج حوالي 18ألف م 3يومياً وأوضحت الدراسة للدكتورة آل الشيخ ان التوسع العمراني الكبير الذي تشهده الرياض في العقدين الأخيرين زاد في معدلات استهلاك المياه ومن ثم زيادة في كميات مياه الصرف الصحي المتسربة للوادي خاصة مع عدم اكتمال شبكة الصرف الصحي للمدينة يضاف لذلك ما يضخ إلى جنوبالوادي من مياه صرف صحي مباشرة من محطة منفوحة مما أدى إلى تأثر نوعية المياه التي تختزن في رسوبيات الوادي في بعض أجزائه خاصة القريبة من مدينة الرياض فأصبحت مياهها الجوفية ملوثة كيميائياً وجرثومياً. وقد اعتمدت الدراسة على العمل الحقلي حيث تم تحليل 42عينة من مياه الآبار المنتشرة على طول الوادي لمعرفة خصائص هذه المياه الكيميائية وتحليلها من قبل المختبر المركزي في وزارة الصحة.