على الساحل الشرقي للمملكة العربية السعودية تقع مدينة العوامية "إحدى مدن محافظة القطيف" وهي المدينة التي مازالت تحتفظ بلمحات الماضي وذلك ببقاء الكثير من منازلها الطينية القديمة شامخة في مكانها رغم اكتساح الهندسة العمرانية الجديدة للكثير من أحيائها، كما أن مزارعها ونخيلها مازالت تحمل عبق الماضي والتي اشتهرت بزراعة ثمرتي الرمان والطماطم إضافة لامتهان أهلها صيد السمك مثلها مثل بقية مدن ساحل الخليج العربي.العوامية مدينة عريقة وذلك أن تاريخها موغل في القدم حيث يتصل في إحدى حلقاته بتاريخ "الزارة" المدينة التاريخية المشهورة التي كانت حاضرة "الخط" وعاصمة بلاد البحرين طيلة العصر الجاهلي وحتى العصور الأولى من الإسلام. وصفها علامة الجزيرة الشيخ حمد الجاسر قائلاً: "الزارة اسم بلدة من أقدم مدن الخط عرفت إبان ظهور الإسلام وجُهل تاريخها قبل ذلك وكانت مقر والي البحرين من قبل الفرس حين كان نفوذهم ممتداً إلى هذه البلاد في العهد الجاهلي". أما العوامية فيظهر أنها كانت إحدى ضواحي مدينة الزارة وكان أمير الزارة الحسن بن العوام في القرن الثالث الهجري حيث ترجح نسبتها إليه، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى اسمه، ويبدو أن العوامية كانت خارجة عن أسوار الزارة. وما يزال هناك في العوامية حي صغير يدعى بفريق الزارة أو "فريج الزارة" كما تنطق بلسان أهل الساحل الشرقي ويتكون من مجموعة من البيوت ويقع في الناحية الجنوبية الشرقية من مدينة العوامية. ووصف (لومير) العوامية قبل ثمانين سنة بأنها قرية مسورة تتكون من 300منزل وأنها على بعد ثلاثة أميال شمال غرب مدينة القطيف ويملك سكانها خمسة قوارب لصيد اللؤلؤ. أما في العهد الحاضر فقد اتسعت هذه المدينة وأصبحت مترامية الأطراف. لمحات اقتصادية : تحتل العوامية موقعاً جغرافياً هاماً وذلك لتوسطها الملحوظ لمدن وقرى القطيف وهذا ما ساعد على نهوض الحركة الاقتصادية فيها مما وسع في جغرافيتها بشكل ملحوظ لتتحول من قرية صغيرة على مدينة عريقة وتتمتع بكثافة سكانية كبيرة سواء في أحيائها أو أريافها الكبيرة. كما اشتهرت العوامية ببعض المهن مثلها مثل مدن الخليج العربي حيث كان الناس في السابق متكيفين مع الوضع البيئي والاقتصادي الذي يعيشونه لذلك عمد الأهالي لتوفير خبزها وخدماتها وذلك بقيامهم بأعمالهم بأنفسهم وبأيديهم فعرفت بعض العوائل بالحرف التي كانوا يزاولونها قديما ومنها: الخراز وهو الذي يقوم بصنع وتصليح الادوات الجلدية، والخبارز وهو من يقوم بتوفير الخبز لأهلي القرية، والدلال وهو الشخص الذي تخصص في البحث عن أي مفقودات، والنداف وهو من يقوم بعمل فرش النوم والتكايات. معالم العوامية جمعية العوامية الخيرية : تأسست للمساهمة في أعمال البر ورعاية الفقراء والمحتاجين عام 1387ه باندماج جمعية الأمل الخيرية والصندوق الخيري بالبلدة في جمعية واحدة حيث سجلت رسمياً بوزارة العمل والشئون الاجتماعية ولا تزال خيرية العوامية تقدم خدماتها النبيلة في مد يد الخير والعطاء منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً. نادي السلام: وهو النادي الوحيد حالياً في العوامية، وهو ناد رياضي ثقافي اجتماعي، تأسس عام (1383ه / 1963م) باسم نادي الاتحاد ولوجود ناد آخر يحمل اسم (الاتحاد) في جدة تم تغييره وذلك بقرار صدر من وزير العمل والشؤون الاجتماعية بتسجيل النادي رسمياً باسم (السلام) في (1390/5/14ه). وقد تم اختيار شعار للنادي يتكون من اللونين الأخضر والبني وهما يمثلان ألوان النخلة المشهورة زراعتها في المنطقة. وإضافة للنشاط الرياضي للنادي هناك اللجنة الثقافية والاجتماعية والتي تهتم بإدارة النشاطات الثقافية في النادي متمثلا في فتح مكتبة النادي الثقافية للقراءة وعقد الندوات والمحاضرات في مختلف المجالات وإقامة المسابقات الثقافية والأمسيات الشعرية والمعارض الفنية إضافة لتنظيمها لمهرجان ثقافي سنوي يقام في شهر رمضان من كل عام بدءاً من (1409ه/1989م) ويشتمل على مسابقات في القرآن الكريم والمساجلات الشعرية والمسابقات الثقافية العامة للكبار وأخرى للصغار ومسابقة للنساء كما تقوم اللجنة الاجتماعية بالإشراف على العمل الاجتماعي في النادي كإقامتها للمهرجان السنوي للطفل والذي ابتداء عام 1409ه .