تتفرد بلدة العوامية (محافظة القطيف) بزراعة «الطماطم الرامسي»، التي تحظى بشعبية واسعة بين سكان المنطقة الشرقية، وتتميز هذه الطماطم باللون الأخضر على الأحمر، وبطعمها الذي يميل إلى الملوحة، الذي يعزوه مزارعو البلدة إلى قرب بساتينهم من البحر. وتقع معظم الأراضي الزراعية في العوامية، على بعد أمتار من البحر، في المنطقة المعروضة ب «الرامس»، وهي أرض تبلغ مساحتها نحو ثمانية كيلومترات مربعة، والتي اشتراها أهالي البلدة من إحدى القبائل التي كانت تستوطنها، قبل نحو قرن ونصف القرن. ويضم الرامس، عشرات المزارع، التي أحياها أهالي البلدة، ويستعملونها للزراعة، وبيع ما تنتجه مزارعهم، فيما تبقى الأرض وقفاً لجميع سكان البلدة. وحتى سنوات قريبة، كانت البلدة تشتهر بوفرة عيون المياه، التي تُقدر بنحو 20، بيد ان معظمها غار ماؤها، واندثرت. ويقدر عدد سكان العوامية، التي تقع شمال مدينة القطيف على الطريق المؤدي إلى مدينة صفوى، بنحو 25 ألف نسمة، موزعين على نحو 10 أحياء سكنية، أبرزها الجميمية والريف. ويعتقد ان حي الزارة، الواقع عند مدخل البلدة الجنوبي، كان العاصمة التاريخية للقطيف، قبل ان يحرقه القرامطة في القرن الرابع الهجري. فيما يعد حي الديرة، أقدم الأحياء السكنية في البلدة، وكان يحيط في منازله سور شيده الأهالي قبل نحو قرنين. بيد ان الزيادة السكانية خلال العقود الأربعة الماضية، دفعت أهالي البلدة إلى الخروج من «المسورة»، وإنشاء أحياء جديدة، حتى كادت البلدة تلتحم عمرانياً في البلدات والمدن المجاورة لها، مثل القديح جنوباً، وصفوى شمالاً، والناصرة إلى الجنوب الشرقي، والأوجام غرباً. وتقدر مساحة العوامية بنحو 40 كيلومتراً مربعاً. وتشكل نسبة المساحة المأهولة بالسكان حالياً، نحو 45 في المئة من المجموع الكلي لمساحة البلدة. ولكن هذه المساحة تشهد تنامياً مضطرداً، بفعل الامتداد العمراني، حتى ان أسعار العقارات في البلدة تسجل أرقاماً «قياسية» على مستوى محافظة القطيف، لشح الأراضي وتزايد أعداد سكان البلدة. وتضم البلدة مقاراً حكومية عدة، منها بلدية فرعية، ومدارس حكومية لمختلف المراحل الدراسية، وللجنسين، ومركز شرطة أفتتح قبل نحو أربع سنوات، إضافة إلى جمعية خيرية، ونادي السلام الرياضي، إضافة إلى فرق حواري الرياضية.