النار فاكهة الشتاء ليس في عالمنا "البدوي كما يصفنا عرب الشمال" فقط وإنما في الغرب والشرق. ومن هنا فإن القصور فيها مواقد "فاير بليس". وأجود أنواع الحطب هو السمر "تجاوزت الغضا لأنه محظور استخدامه" يليه السلم، وأردأه الطلح. وبينما يفضل البعض جذع الشجرة فإن هناك من يفضل الفروع أو التقاء الجذع بالجذور. وأياً كان نوع الحطب فلا بد أن يكون الحطب جافاً. ومع موجة البرد القارسة التي ضربت شتى أنحاء البلاد فإن الحاجة إلى إشعال النار هذه الأيام تعدى ترف المتعة إلى إلحاح الحاجة. ولكن المختلف هو حطب هذه الأيام فهو من الطلح الرطب فما أن تضعه على النار حتى تبدأ السوائل تخرج من أطرافه وكأنها دمع يشهد على تعدي المحتطبين ويُدين المراقبين. ولا تملك وأنت تزور بعض المتنزهات وتشاهد اغتيال أشجار الطلح فيها إلا أن تربط بين عبث المحتطبين ودموع الطلح. أخبار الاحتطاب الجائر تملأ الصحف وتنقل من كل المناطق وتعج بها المنتديات. وبينما كان البدو في السابق هم من يقوم بقطع الأشجار فإن العمالة السائبة ركبت الموجة مع اشتداد برد هذه الأيام. ولهذا فإن قرار حظر بيع الحطب المحلي له من الأهمية دور في الحفاظ على بيئتنا والحد من التصحر الذي بدأ يزحف على بيئتنا نتيجة الاحتطاب والرعي الجائرين. وقد سبق قرار الحظر قرارٌ بتشجيع استيراد الحطب والفحم من الدول التي يتوفر فيها أحطاب تناسب الطلب المحلي. نحن ننتظر تفعيل هذه القرارات وأتمنى من الهيئة الوطنية لحماية البيئة ومن وزارة الزراعة أن تنسقا معاً للتعاون مع المواطن لردع المحتطبين. وأحد أوجه هذا التعاون هو أن يكون هناك رقم تليفون للتبليغ عن حالات الاحتطاب أو إهمال المراقبين.