في مشروع درامي ضخم، يمزج الأغنية العربية الراقية بفن الدراما، انتهى كل من المخرج السوري وائل رمضان، ووالدة الفنانة السورية سلاف فواخرجي، الكاتبة ابتسام أديب، من وضع التصور النهائي لثلاثة أعمال فنية، ينتجها تباعاً المنتج السوري طارق زعيتر. ليشرع فريق العمل نهاية الأسبوع الحالي في تنفيذ الجزء الأول من السلسلة، التي توقع مبتكرها ومخرجها السوري وائل رمضان "أن تمثل نقلة كبيرة في عالم الدراما العربي". وقال رمضان ل "ثقافة اليوم": "ربط الدراما بأغاني عظماء الأغنية العربية، كان حلمي ومشروعي الشخصي، وهو نموذج خاص بي كفكرة جديدة"، لافتاً إلى أن مسلسل "إسال روحك" (يعرض حالياً على قناة أبوظبي الفضائية)، كان "جزءاً من مشروع عائلتي (زوجته الفنانة سلاف فواخرجي، ووالدتها ابتسام أديب). ورغم ما صاحبه من خلافات وجدل مع منتجه نجدت أنزور، إلا أنني سعيد بظهوره على الشاشة اليوم، وما توجهنا إلى المنتج طارق زعيتر إلا رغبة جادة في مواصلة عملنا بالطريقة التي رسمناها له، خصوصاً وأننا وجدنا الراحة في العمل مع زعيتر". ورفض رمضان وصف فكرة متابعة العمل مع منتج آخر، لهدف إثبات حقه في العمل الأول ( إسال روحك)، قائلاً: "لا نريد إثبات حق موجود، لأن الجميع يعرف أن العمل عملنا، ولم يكن أنزور إلا وسيلة لإنتاجه فقط". وعن تفاصيل الأعمال الثلاثة، أشار رمضان إلى أنها "بشكل عام تشترك في الفكرة، إلا أن كل واحد منها يمتاز بخط خاص، وستتمثل في مجموعة حلقات تلفزيونية منفصلة، تراوح بين الشكل الدرامي العادي، في نحو ساعة تلفزيونية، والفيلم التلفزيوني الذي قد يصل إلى سبعين دقيقة في بعض الحلقات". وتابع: "سنحاكي في كل عمل بعض أعمال عمالقة الطرب العربي، من خلال قصص من الحياة اليومية تحفر الأغنية وتفاصليه في ذاكرة المشاهد". وزاد: "العمل الأول سيحمل اسم "نبتدي منين الحكاية"، وسيتناول من خلاله حلقاته الأعمال الموسيقية للموسيقار الراحل بليغ حمدي، والتي تم تلحينها لأساتذة الغناء، وخصوصاً أعمال العندليب عبدالحليم حافظ". وأضاف رمضان: "العمل الثاني سيحمل اسم "أنت الحب"، وسيقتصر على أعمال كوكب الشرق أم كلثوم، فيما سيحاكي العمل الثالث أعمال السيدة فيروز والرحابنة، تحت عنوان "طريق النحل". وأكد رمضان أن فريق العمل "لم يحدد بشكل نهائي، بأي الأعمال الثلاثة سيبدأ حتى الآن"، مرجحاً الانطلاق بعمل "نبتدي منين الحكاية"، على أن يتم تنفيذه في نحو ثلاثة أشهر في أكثر من بلد عربي، وبمشاركة عدد كبير من نجوم الدراما العربية". وختم حديثه بالإشارة إلى أن زوجته الفنانة سلاف فواخرجي ستكون "حاضرة في بطولة الأعمال الثلاثة". ومن جهتها، أشارت كاتبة الأعمال الثلاثة السيناريست ابتسام أديب في حديثها ل "ثقافة اليوم" إلى أنها تهدف من وراء هذه السلسلة الدرامية إلى "جذب انتباه الجيل الجديد تجاه الطرب الأصيل في ظل الإسفاف المحيط بالأغنية العربية اليوم، إلى جانب تقديم رسالة جميلة في مضمونها النصيحة والعبرة". وقالت: "من خلال سماعي المتواصل لأغاني الطرب الأصيلة، والأثر الذي تتركه علي، وما يصاحبني من شعور بالموسيقى، فإني أبدأ بكتابة القصة". لافتةً إلى أن "القصة ليس لها علاقة مباشرة بالأغنية، فنحن نضع اسم الأغنية عنواناً لقصة من الحياة اليومية، إذ تشمل الأعمال الثلاثة، قصصاً إنسانية متنوعة، تصور حب الوطن والأماكن والشخصيات، والحب بأشكاله المختلفة". وكشفت أديب عن توقها لكتابة عمل رابع يحاكي أغاني الفنانين السعوديين محمد عبده وطلال مداح، متى ما وجدت جهة تتبنى العمل، قائلة: "أحترم الكلمة الخليجية كثيراً، ويطربني اللون الخليجي، خصوصاً في أعمال العملاقين محمد عبده وطلال مداح، وأتطلع فعلاً لعمل يصور أعمالهما الرائعة معاً، كما هو الحال في الأعمال الثلاثة التي أعكف على إنجازها هذه الأيام"، واصفةً المشروع ب "القراءة الجديدة للدراما العربية، والتي نأمل من خلالها تطوير أوجه الدراما وإضافة نجاحات مستمرة للدراما السورية والعربية عموماً". أما منتج الأعمال الثلاثة طارق زعيتر (منتج مسلسل "باب الحارة")، فقد راهن على تحقيق هذه الأعمال نجاحاً كبيراً، لكونها "تمثل قفزة نوعية في الدراما العربية، وهو ما دفعني إلى حشد كافة إمكانات شركتي الفنية في سبيل إنجاز هذا المشروع الضخم". وقال ل"ثقافة اليوم": "المشروع فكرة جبارة، وبحسب مشاهدتي لمسلسل "إسال روحك"، فقد لمست ما تكتنفه الفكرة من إبداع، وهو الأمر الذي دفعني للتصدي لهذه الأعمال". ورفض زعيتر التعليق على الجدل الذي صاحب "إسال روحك"، مكتفياً بقوله: "عمل أنتج وانتهى، ومن حق الكاتبة إنتاج مشروعها من المكان الذي ترغبه".