هذه هي جملة رونالدو الشهيرة التي كان يوجهها إلى الجماهير المنفعلة المطالبة بفوزه أو التي ضده تتمنى خسارته، ولطالما في الأندية التي لعب معها سابقاً وخاصة في بطولة دوري الأبطال، قالها الدون وأشار بيده للجماهير لكي تهدأ، مؤكداً معها أنه سيصنع الفوز، ومنذ لعبه مع النصر في دوري روشن، رأينا رونالدو البلدوزر المنفعل المندفع الذي طرد وأضاع كثيراً، لكن قمة الديربي في الرياض في مواجهة إمبراطورية الهلال الزعيم المريض، رأينا رونالدو هادئاً متماسكاً، ومنذ ثلاث سنوات في الدوري وفي المواجهات الرسمية الأخرى، النصر يفوز على الهلال، وليس فوزاً عاديًا، بل بالرأفة بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، مباراة كان عنوانها النصر حاضر، وخيسوس فاقد للوعي، بكل جدارة استحق العالمي الفوز، وبكل صراحة استحق الهلال الخسارة. هناك في ملعب الإنماء، ديربي جدة الأشهر، الاتحاد المتصدر مع الجار اللدود الأهلي، مباراة أخرى مجنونة، كان عنوانها بنزيما حين يتحمس صعب إيقافه، أعاد لنا تلك المشاهد الممتعة في دوري الأبطال التي قاد فيها الملكي مدريد في موسم الريمونتادا الشهير أمام باريس والسيتي وتشلسي، بنزيما كان متفجراً هائجاً، لم يتقبل فكرة أن يخسر فريقه في اليوم الثاني لخسارة ملاحقه الهلال، بل أراد الفوز ولكنه حقق التعادل، مباراة روعة كان عنوانها رولان بلان مدرب الاتحاد يريد لقب الدوري، والأهلي بدأ بنفض الغبار عن نفسه. ترتيب الدوري أصبح مرعباً بعد أن كان في مراحل سابقة شبه مضمون للهلال، الاتحاد في الصدارة ب62 نقطة يليه الهلال الخاسر الأكبر ب57 نقطة، والنصر عاد ثالثاً ب54 نقطة، والحصان الأسود القادسية رابعاً ب52 نقطة، والأهلي ب49 نقطة خامساً على خطوة واحدة من دخول المنافسة في نادي الخمسين نقطة، وهنا نستطيع أن نرى جيداً أن الاتحاد مرتاح بفارق ال5 نقاط عن الهلال، وفي ظل تراجع مستوى الهلال، فإنه فارق مريح، وإن كان وفق ما نراه من معطيات، إن كان الاتحاد عليه أن يخشى منافساً قوياً، فلتكن عينه على النصر، ما لم تتدخل روح الزعيم الهلالي لكي تنقذ ما يمكن إنقاذه، خاصة ضمن ما نراه، فإن مشاركة الهلال في كأس النخبة الآسيوية القادم أصبح ضمن دائرة الخطر، ووفق حسابات معينه، إن وصل النصر للمركز الثاني، فليس أمامه إلا الفوز بدوري النخبة لكي يشارك الموسم المقبل. الاتحاد من نجاح إلى نجاح، النصر يميل إلى الاستقرار والفوز مع المدرب الإيطالي الأكثر اتزاناً من سابقيه، الأهلي ما زال لديه الكثير ليقدمه وإن كان في تقدم مطرد، القادسية يحتاج إلى موسم جديد معزز بلاعبين أقوياء لكي يدخل نادي أندية الكبار، أما الهلال، فهو يعيش حالياً الموسم الأكثر ضعفاً، تعودنا أن يمر الهلال بظروف صعبة وينهض، قد يكون لديه مدرب غير مناسب فتقوم الإدارة بتغييره، قد لا يمتلك لاعبين قادرين على صناعة الفارق فيُحضر لاعبين على مستوى عالٍ، قد يتراجع مستوى إدارة النادي فترحل ويأتي غيرها، لكن حالياً ما نراه هو كل ذلك في موسم واحد. الهلال مع جيسوس حالياً أصبح في مرحلة الزهايمر، جيسوس في تكتيكه وأسلوب لعبه وتبديلاته الغريبة، تماماً كمن يقود سيارة مازيراتي أو بورش على طريق صحراوي مفتوح بسرعة 50 كلم في الساعة، في مبارياته الأخيرة وخاصة التي خسرها، خسرها جميعها بنفس الطريق، حين يضغطون على الهلال في منطقة عملياته الخلفية، الهلال يسقط ويتهاوى ويصبح فريقاً يلعب البيسبول وليس كرة القدم، يكفي أن نعلم أن جيسوس حين أشرك مدرب النصر اأوتافيو البرتغالي، قام جيسوس باستبدال نيفيز ومحمد كنو، ولسان حاله يقول لمدرب النصر تفضل أنا الآن لا حول ولا قوة، لنا أن نعلم أيضاً أنه بعد المباراة قال إنه أشرك ميتروفيتش رغم أنه لم يلعب لمدة شهرين، ميتروفيتش لعب 100 دقيقة في المباراة بعنوان الهلال يلعب بعشرة لاعبين فقط، جيسوس أصر على ضرورة وجود جناح يمين صريح، فأحضروا له كايو، هل تعلمون أن كايو لم يتم إشراكه أمام النصر. الكل بخير في الدوري إلا الهلال، خاصة بعد عودة الأهلي وتميز الاتحاد وعودة النصر القوية للمنافسة، لهذا فإن الأسبوع المقبل إن لم نشهد تحركاً على مستوى عالٍ فإن الهلال في مهب الريح، وأنا هنا لست أتحدث عن منافسة الدوري تحديداً، فالاتحاد هو العميد ويستحق أي لقب يحصل عليه، ولكن هناك استحقاقات آسيوية، وهناك كأس أندية العالم، إن لم يتم التدخل الفوري لإنقاذ الهلال، فسلاماً سلاماً. بنزيما د. طلال الحربي