بعد انتصارات الهلال الأخيرة على الرياض ثم الاتحاد مرتين لا بد أن نطلق اسم على سياسة الهدف الواحد الذي يسجل في الهلال، نسميه هدف التحفيز أو هدف الانفجار، لأن الهلال عادة ما يبدأ بشكل متوازن، ولعله رتم بطيء، ولكن بعد أن سجل فيه الهدف الأول، يتغير الهلال، وكأنه يعاقب من يسجل فيه أولاً، الهلال الآن بفارق 12 نقطة عن أقرب منافسيه النصر، في الجولة ال 23، ومتبقٍ من الدوري 13 جولة، بمعنى أن الهلال فعلاً يحتاج إلى 9 جولات ليحسم الدوري، وهذا على اعتبار أن النصر لن يخسر مجدداً، ولكن النصر متوقع جداً أن يتعثر مرة ومرتين، ولنا حديث في ذلك. الهلال جيسوس، هو استمرار للهلال دياز ومن سبقوه، ولكن الفكرة الأساسية، أن لكل مدرب فكراً ورؤية وسياسة، وإدارة الهلال عملت في ال15 سنة الأخيرة، على بناء منظومة داخلية، تساعد كل مدرب يتولى عمله مديراً فنياً في الفريق، أن يحقق سياسته، لهذا فإن كل مدرب عمل في الهلال، حقق بنسب متفاوتة الإنجازات المتتالية، ولكن الفارق مع جيسوس، أن سياسته التدريبية معقدة جداً، ومنضبطة جداً، ويهتم بأدق التفاصيل، وإدارة الهلال وفرت له ما يحتاج لكي ينفذ خطته، ولهذا صدق من قال: إن جيسوس عاد للهلال لكي ينتقم، بل ويفتري، 27 فوزاً متتالياً، متربعاً بالتشارك مع فريق آخر على مستوى أندية العالم، ومباراة واحدة فوز للهلال، يعني 28 انتصاراً متتالياً، ويتربع وحيداً على مستوى أندية العالم في عدد مرات الفوز المتتالية. لا جديد نذكره عن الهلال، سوى أن مواجهة دوري أبطال آسيا أمام الاتحاد القادمة، الأمر ليس سهلاً، ولكن الضغط على الاتحاد أكبر منه على الهلال، لكن مستوى القبول بالنتيجة يختلف، فمستوى الهلال الأكثر من رائع، لا يعني شيئاً لجمهور الهلال إن لم تتحقق البطولات، بينما الاتحاد تقديم مباراة جيدة بمستوى طيب، واقتناع بأن الخسارة أمام هلال جيسوس أمر أقل من عادي، فهو إنجاز قد يرضي جماهير الاتحاد ولو مؤقتاً، ومن هذه النظرية بمستوى القبول، نذهب إلى النصر، بصفته أقرب منافسي الهلال، ولديه مباراة ربع نهائي أمام العين في دوري أبطال آسيا والتي خسر الذهاب فيها هنالك في الإمارات. النصر يفوز بكل شيء إلا البطولات الرسمية، النصر فريق عالمي، النصر له جماهير في كل العالم، النصر لديه رونالدو، الجماهير في إيران تكتظ في استقبال النصر (رونالدو)، لاعبو النصر مستمتعون مع رونالدو وساديو ماني وتاليسكا، براعم النصر مستمتعون في لعبهم مع ابن رونالدو جونيور، رغم أنه حقق لقب دوري البراعم، لكن واضح أن هذه البراعم للأسف ذاهبة لكي تنتفع أنها الأفضل في العالم، الأفضل في آسيا، الأفضل في السعودية، الأفضل في الرياض، لكن بدون دوري ولا كأس ولا أبطال دوري، وهذه مشكلة حقيقية في النصر، أنه يمتلك إعلاماً يستطيع أن يعدد لك ألف إنجاز للنصر، دون ذكر لقب دوري أو كأس أو لقب آسيوي. نعم، النصر مشكلته الحقيقية بكمية الشحن التي يقدمها بعض أعلامه لجماهير النصر، حتى إن هذه الجرعات التخديرية وصلت لإدارة النصر، وفي كل إخفاق هناك ضحية جاهزة اسمها المدرب، النصر يلعب ويحقق كل شيء خارج الملعب، لكنه داخل الملعب، فريق يحتاج إلى عمل كثير وتصويب وتغيير، وهناك فرق استغلت الحالة التي يمر فيها النصر، الأهلي والاتحاد بنسبة أقل، الشباب طبعاً، فهذه الأندية رغم ما لديها من مشاكل فنية في فرقها، إلا أنها تعمل بصمت وتستغل التغطية الإعلامية على روعة الهلال، وعلى إحباط النصر، والأهلي بكل هدوء ينتظر المزيد من إخفاقات النصر لعل وعسى أن يفاجئه ويأخذ منه لقب الوصافة، نعم، حين تكون وصيفاً للهلال فأنت تستحق كلمة لقب على الوصافة. جيسوس - (عدسة/ المركز الإعلامي في الهلال) د. طلال الحربي