الاتحاد أقصى الشباب، والقادسية أخرج الرائد، ليلتقيا على نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لموسم 24 \ 25 في شهر مايو المقبل، وبكل أمانة فإن الفريقين استحقا هذا النهائي، عطفا على ما يقدمانه من موسم أكثر من رائع في الدوري، الاتحاد الذي عاد بشكل متوازن هذا الموسم وأقصى الهلال عن الصدارة، وأخرجه من ربع نهائي كأس الملك، والقادسية الذي توالد إبداعا هذا الموسم ويستقر في المركز الرابع في ترتيب سلم الدوري برفقة النصر بنفس مجموع النقاط، ورغم ما أضاعه القادسية من بعض النقاط، لكنه يستمر في الإبداع. الفرصة قوية جدا للاتحاد لكي يحقق الكأس، فريق متماسك قوي يحقق نتائج أكثر من رائعة، تخلص من عقدة الانهيار السريع، وأصبح يلعب بشكل تكتيكي واضح، قوته الهجومية أصبحت مرعبة، ودفاعه ممتاز، لديه وسط يتحرك بكل سهولة وقادر على تحويل مسار المباراة في أي لحظة، وفي المقابل فإن القادسية أيضا يمتلك خط هجوم قوي، ولكن قوته في دفاعه هي الأساس، هو الأفضل دفاعيا في الدوري، وبالتالي فإن أسلوب لعب القادسية يكمن في أنه إذا سجل في البداية، فإنه من الصعوبة بمكان أن تسجل فيه، ومع قوة هجومية قوية للاتحاد، فهو ثاني أقوى فريق هجومي في الدوري بعد الهلال، لكنه أيضا يمتلك ثاني أقوى دفاع في الدوري بعد القادسية، لهذا فإن الفريقين يمتلكان دفاعا قويا، مع أفضلية هجومية للاتحاد. مباراة النهائي ستكون مباراة مختلفة جدا من حيث النوعية والضغط النفسي، الاتحاد مطالب كليا بالفوز باللقب، أمام القادسية فهو حقق الإنجاز والغاية بوصوله للنهائي، وبالتالي فإن عامل الضغط النفسي على الاتحاد سيكون أكبر بكثير منه على القادسية، وهنا تأتي خبرة لاعبي الفريقين، في الاتحاد هم أكثر، بنزيما ورفاقه لديهم خبرة السنين في النهائيات وضغوطها، وفي القادسية فإن حامل لقب كأس العالم وعديد بطولات دوري أبطال أوروبا مع الملكي مدريد ناتشو سيكون حاضرا، والفرق سيكون في جاهزية لاعبي الفريقين مع بنزيما وناتشو للهدوء والانضباط، لغة الفوز ستكون لدى القادسية في تماسك الدفاع وعدم قبول الأهداف، والاعتماد على مرور الوقت لرفع مستوى الضغط على لاعبي الاتحاد، مما سيؤدي إلى تقدمهم للتسجيل وفتح مساحات لهجمات مرتدة قدساوية، أمام الاتحاد فإنه سيعتمد على لاعبي الوسط وفرض هيمنة كلية بالاستحواذ على أمل أن تفرق مهارات لاعبي الهجوم في اقتناص الدفاع القدساوي. حقيقة ستكون مباراة مهمة جدا نظرا أولا لقيمتها واسمها، وثانيا لأنها ستكون انعكاس لما سيؤول إليه مصير الدوري، فوز الاتحاد يعني مزيدا من الثقة أنه سيستمر في الصدارة ولن يسمح للهلال بتجاوزه، ولكن خسارة الاتحاد قد تشكل نقطة في فقدان الثقة بأنه الأحق وليس لأن الهلال تراجع مستواه، أمام القادسية ففوزهم بهذا اللقب يعني رفع ثقته بنفسه، وتحقيقه لموسم ممتاز، ولعبه في الدوري بشكل أريح قد يؤدي إلى انتقاله إلى المركز الثالث أو الثاني في حال استمرار ضياع الهلال وكذلك استمرار هزالة مستوى النصر. التوقع سيكون صعبا جدا، لكن من حيث المعطيات ومتابعتي للفريقين، مع الأخذ بعين الاعتبار أنني أعلنت تشجيعي للقادسية سابقا، ومع كل المحبة والاحترام لنادي العميد، لكن المباراة إما ستشهد تسجيل كمية أهداف كبيرة من قبل الاتحاد، أو هدفا قدساويا وحيدا ننتهي به المواجهة، المعطيات تقول إن القادسية قادر على الفوز، ولكن الروح الاتحادية أصبحت لاعبا أساسيا وعادت لكي تحسم المباريات في وقت تشعر فيها أن لاعبي الاتحاد ليسوا في مستواهم، لهذا فان توقعي الصريح سيكون بفوز الاتحاد بفارق هدفين، لكن ستكون أجمل لو انتهت بهدف وحيد للقادسية، لأننا سنشهد معركة كروية ممتعة جدا، وتقدم صورة قوية عن مستوى أنديتنا وقوة دورينا.