سيكون أمام الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين في أندية الوحدة ونجران والقادسية عمل قاسٍ خلال الساعات المقبلة، وهذه الفرق تواجه ضغوط عصيبة من خطر الهبوط لأندية الدرجة الأولى برفقة فريق الحزم الذي استسلم باكراً، وينتظر رفيق دربه من هذا الثلاثي لكي يشاركه هموم مغادرة دوري زين السعودي (دوري الأضواء والشهرة) ويتفق هذا الثلاثي على لغة الفوز وحدها، من خلال حصد النقاط الثلاث في المواجهتين المقبلتين بأي وسيلة كانت، من أجل ضمان البقاء وإزاحة هذا الهم الثقيل طوال الأيام الماضية، ولعل تساوي النقاط بين الثلاثي سيلقي بظلاله على ارتفاع وتيرة الإثارة للمواجهات المقبلة، فالنقاط الثلاث من الجولة قبل الأخيرة لدوري زين غداً (الأحد) ستمنح الحاصل عليها دفعة كبيرة من أجل «تعزيز» حظوظه في البقاء على حساب منافس يشاركه الرصيد نفسه، وخلاف نتيجة الفوز لأحدها فإن باب الاحتمالات سيكون مفتوحاً إلى آخر جولة، خصوصاً أن احتمال إقامة مباريات فاصلة وارد وبقوة. تعادل الوحدة والقادسية «لخبط» الأوراق وضع فريقا الوحدة والقادسية نفسيهما في «مأزق» خطر حينما فرّطا معاً في استغلال المباراة التي جمعتهما في مكةالمكرمة، واكتفيا بالتعادل السلبي، وهذا ما جعل حصيلتهما من النقاط متعادلة مع منافسهما الآخر فريق نجران، والمستفيد هنا بالطبع الفريق النجراني، الذي كان يترقب نتيجة هذه المباراة، وأصبحت آماله كبيرة في البقاء مع وجود الوحدة والقادسية، وليس فريقاً واحداً، لذلك تعتبر نتيجة التعادل «العادل» بينهما «عادلة» كذلك لنجران، الذي أصبح يراقب موقفين، وليس موقفاً واحداً كما كان متوقعاً قبل هذه المباراة، وفرّط فريق الوحدة في استغلال عوامل التفوق بإقامة هذه المباراة «الحاسمة» على أرضه وبين جماهيره. إنجاز للهلال «يفرح» أبناء مكة من المفارقات الغريبة أن فريق الهلال (بطل دوري زين السعودي) يدخل مباراتيه المتبقيتين من أجل تسجيل اسمه كثاني فريق سعودي يحقق بطولة الدوري من دون خسارة، كما فعل الاتفاق منذ سنوات طويلة، فهذه الرغبة الكبيرة لدى الفريق «الأزرق» سيكون المستفيد منها فريق الوحدة فقط، وهو ينتظر خسارة الفريقين من أجل أن تتزايد حظوظه في البقاء، مستفيداً من خسارة أحدهما أو كلاهما، حتى ولو وصلت النتيجة إلى التعادل فهو بمثابة مكسب للفريق الوحداوي، لذلك تعتبر المباراتين للقادسية ونجران أحد «المطبات» الصعبة، التي من الصعب تجاوزها، في ظل «الفورمة» المثالية للفريق الهلالي فنياً ونفسياً، إلا أن ما يخشاه فريق الوحدة أن يتمكّن أحد الفريقين من تحقيق المفاجأة على حساب الهلال، بل إن هذه المفاجأة ستعتبر من العيار الثقيل، وستقرّب النقاط الثلاث سواء القادسية أم نجران من حلم البقاء كثيراً. البنزرتي وعوامل «البقاء» يعتبر فريق الوحدة أكثر «حظوظاً» من منافسيه القادسية ونجران، وهو يلعب مباراتيه المتبقيتين في جدة أمام الأهلي وفي مكة أمام التعاون، خصوصاً أن الناديين يلعبان هذه المباراة من أجل التاريخ وتحسين مركزهما، ومن دون حوافز حقيقية «تحتم» عليهما تحقيق النقاط الثلاث، فالأهلي سيعتبر هذه المباراة بمثابة «بروفة» لبطولة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، والتعاون من أجل تأدية الواجب كآخر مباراة له في الدوري، وهدفه هو ختام جيد لموسم «عانى» فيه الفريق لأسابيع عدة، ولكنه حقق مراده في النهاية بتحقيق هدفه الرئيسي وهو البقاء بين الكبار، لذلك على لاعبي الوحدة إجادة استغلال مثل هذه الظروف، وتحقيق أهدافهم من دون «توتّر» أو «نرفزة» إضافة إلى انتظار نتائج منافسيهم، التي ربما تكتب لهم أمل البقاء وتجاوز هذه «المحنة» التي تلازم الفريق مع الأسابيع الماضية، خصوصاً وهم طرف نهائي كأس ولي العهد مع الهلال، ومن العوامل المشجعة للفريق ولاعبيه وجود «خبير» تدريبي سابق للوحدة وهو المدرب التونسي لطفي البنزرتي، الذي كانت الحاجة ماسة لوجوده في مثل هذا الظرف لعل وعسى أن يغيّر من العوامل النفسية للاعبين قبل الأمور التكتيكية، التي عجز المدرب السابق مختار عن التغلب عليها. النقاط ال 9 «تشجع» القادسية خروج فريق القادسية بنقطة وحيدة من مباراته الماضية أمام منافسه في هذه المرحلة الحرجة فريق الوحدة زاد من معاناة الفريق، قبل الدخول في مواجهتين ثقيلتين أمام الهلال وعقبه مع الند التقليدي فريق الاتفاق، فالطموحات لدى الهلاليين كبيرة نحو تحقيق لقب دوري زين السعودي من دون خسارة، وهذا الهدف هو ما قد يزيد من مصاعب المباراة، حتى وإن استعان كالديرون ببعض البدلاء في الفريق، إلا أن الطموح والهدف هو الفوز أو على الأقل التعادل، بالذات أن هدف الهلال ينصب على مباراة الاتحاد «الحاسمة» في دوري أبطال آسيا من الأول، ويريد التجهيز لهذه الموقعة بوقت باكر، وتزداد صعوبة القادسية كثيراً لو خسر مباراة الهلال، لأن المتبقية هي مواجهة الند التقليدي فريق الاتفاق، الذي هو بدوره سيبحث بكل قواه عن نقاط هذه المباراة من أجل تسجيل اسمه ضمن الفرق المشاركة في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل، ولن يكون شعاره إلا الفوز خلال هذه المواجهة، وتحتم هذه المباراة تعاملاً ذكياً من لاعبي القادسية ومدربهم لمحاولة خطف نتيجة الفوز بالطريقة الملائمة لمنهجية الاتفاق الهجومية المتوقعة. نجران على ملعبه «يفتح» حظوظه يعلّق فريق نجران آمالاً كبيرة على النقاط الثلاث أمام ضيفه الفتح في آخر مباراة له في الدوري، بعد أن يلتقي الهلال على أرضه وبين جماهيره، في مباراة تصنف من الوزن الثقيل على لاعبيه والجهازين الإداري والفني، وهو يرى «تصميم» الهلاليين أبطال الدوري على تحقيق «إنجاز» جديد يسجل باسم هذا الجيل، بعدم تلقي الفريق خسارة في هذا الدوري، والاحتفال ببطولة الدوري مع جماهيره بتحقيق نتيجة الفوز أمام نجران، فالنظرة الواقعية لفريق نجران تقول ليس مستحيلاً الفوز على الهلال، ولكن من غير المناسب أن نخسر جميع النقاط أمامه، فالنقطة مثلاً من أمام الهلال ربما «تبعثر» بعض الأوراق لمنافسيه، وتنقذه كفريق من الهبوط مع الرمق الأخير من الدوري، هذه الآمال والتطلعات لأبناء نجران لا تعني التسليم بتحقيق فوز سهل على الفتح، إلا أن الفوارق الفنية بينهما تجعل تحقيق الفوز لأحدهما أمراً عادياً وغير مستغرب، والفتح يدخل هذه المواجهة للتاريخ من دون طموحات كبيرة. القادسية بنقاط الوحدة «يجدد» آماله بشعار كسب النقاط الثلاث من أمام الوحدة سيبدأ لاعبو القادسية مشوارهم نحو التمسّك بطوق النجاة من الهبوط، فخلاف القيمة الفعلية لهذه النقاط، إلا أنها ستكون بمثابة «الضربة» الموجعة لفريق منافس في هذه المرحلة الحرجة، وربما تلقي بظلالها الإيجابية على المباراتين المتبقيتين أمام «المتحفز» الهلال، أو في مباراته المنتظرة أمام الند التقليدي في الساحل الشرقي نادي الاتفاق، الذي لديه طموحات وأهداف كبيرة من هذه المباراة، أهمها قتاله بكل قوة من أجل ضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا للموسم المقبل، إضافة إلى تسجيل نتيجة في هذه المباراة «المرتقبة» لأجل تسجيل نتيجة إيجابية يحفظها تاريخ مواجهات هذين الناديين جيداً. «التركيز» و«الثقة» سيحسمان الموقف وتبقّي مباراتين لفرق الوحدة ونجران والقادسية هو بمثابة التحدي الكبير أمام هذه الأندية خلال هاتين المباراتين، فمباريات حاسمة ومصيرية كهذه تحتاج إلى عوامل مساعدة كالخبرة والتمرس حتى يتحقق هدف تجاوز الضغط النفسي والعصبي المرافق للاعبي هذه الأندية من أسابيع عدة، ويحتم الوضع قبل الدخول لمباريات من هذا النوع أن يكون التركيز الذهني في أفضل حال، حتى يضمن تأدية الأدوار الفنية والجماعية بكل «ثقة»، فإذا كانت النقاط الثلاث «مطمعاً رئيسياً» أمام هذه الأندية، إلا أن عواقبه المعاكسة ربما تفقد الفريق الكثير من حظوظه، وقد تجعله قريباً من مغادرة السباق برفقة فريق الحزم. انتهى وقت الإحصاءات «الوضعية» النفسية والفنية التي تسيطر على فرق الوحدة والقادسية ونجران في هذه المرحلة لا يمكن معها قبول «تقويم» مشوارها في الجولات الماضية وتفضيل فريق على آخر، فالإحصاءات لموسم طويل وشاق انتهت، وتحتم هذه المرحلة القصيرة أمام هذه الأندية، ومع شراسة التنافس، العمل بكل طاقة من أجل تجهيز اللاعبين نفسياً وذهنياً للدخول في معترك هذه المباريات، التي يصعب معها التعويض، وتتطلب هذه المرحلة إسناد المهمة لأصحاب الخبرة والدراية من أجل ضمان تجهيز اللاعبين بالصورة المثالية، التي سيؤدي معها اللاعب دوره داخل المستطيل «الأخضر» بشكل مثالي، وبعيداً عن الارتجالية التي ربما تكلف الفريق الكثير من الخسائر، وعلى رغم ذلك شاءت الصدف أن تكون إحصاءات هذه الأندية متقاربة جداً، فالسجل التهديفي لمصلحة الوحدة ب41 هدفاً، قابله القادسية ب31 هدفاً في مقابل 30 هدفاً لمصلحة نجران، بينما تفوق القادسية دفاعاً بزيارة شباكه 36 مرة، وتلاه مرمى الوحدة ب41 زيارة، وتمت زيارة مرمى نجران 49 مرة، لذلك وأمام هذه الإحصاءات المتقاربة تظل «التوقعات» مفتوحة مع مباريات بهذه الحساسية والخطورة.