قرأت مصطلح "الإرهاب الداخلي" في كتيب صغير الحجم عظيم الفائدة أصدره مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري بعنوان (رسائل في الحوار) جذب انتباهي كثيرا هذا المصطلح لأنه يعكس كيف يمكن أن تؤثر الأفكار السلبية التي نوجهها لأنفسنا على صحتنا النفسية وسلوكياتنا اليومية. المصطلح يسلط الضوء على أهمية الوعي الذاتي وكيف يمكننا التمييز بين النقد البناء الذي يساعدنا على التطور والنقد الذي يثبط همتنا ويؤثر سلبا على ثقتنا بأنفسنا. هذا المفهوم يعزز فكرة أن التغيير يبدأ من داخلنا، وأنه يمكننا التغلب على الإرهاب الداخلي من خلال تطوير أسلوب حوار داخلي إيجابي وداعم لتعزيز الصحة النفسية والرفاهية الذاتية. الإرهاب الداخلي هو مصطلح يشير إلى ذلك الصوت النقدي الذي يتغلغل في أعماق النفس، مما يؤدي إلى تدمير الثقة بالنفس وإضعاف القدرات. يمكن اعتبار هذا الصوت بمكانة "الإرهابي الداخلي" الذي يسعى إلى تحطيم الإنجازات وتحقيق شعور دائم بالفشل. هذا الصوت يظهر بمظهر المشفق، لكنه في الحقيقة يسعى إلى تعطيل القدرات وإضعاف المواهب، حيث يظهر المكر والتمويه في حديث الشخص مع نفسه، مما يجعله يعتقد أنه يتلقى نصائح بناءة بينما هو في الواقع يتعرض لتقليص طاقاته. يؤثر الإرهاب الداخلي على الثقة بالنفس، إذ يؤدي إلى تآكلها ويجعل الفرد يشعر بأنه غير قادر على تحقيق أهدافه. حتى عندما يحقق الشخص إنجازات، فإنه قد يستهين بها بسبب النقد الداخلي، مما يصعب عليه الاستمتاع بنجاحاته. في الحالات الأكثر سوءا، قد يقود هذا الصوت إلى تحطيم كامل للذات، حينما يشعر الفرد أنه لا يستحق النجاح أو السعادة، مما يؤدي إلى تدني حالته النفسية. لتحديد ما إذا كان صوتك الداخلي من النوع الإرهابي الداخلي، يمكنك تقييم الأفكار السلبية التي تظهر لديك ومراقبة المشاعر المرتبطة بها. استمع إلى ما تقوله لنفسك في أوقات الفشل أو التحدي، وراقب التأثيرات الخارجية التي قد تؤثر على رؤيتك لنفسك. إذا كان صوتك يجعلك تشعر بالتوتر أو القلق، فقد يكون ذلك مؤشرا على تأثيره السلبي. لمواجهة الإرهاب الداخلي، يمكننا تدوين الأفكار السلبية وإعادة صياغتها بطريقة إيجابية والتحدث مع النفس -بلطف- واستخدم كلمات مشجعة، ومشاركة مشاعرنا مع الأصدقاء أو العائلة للحصول على دعمهم. كما أن ممارسة التأمل وتمارين التنفس يمكن أن تساعد في تعزيز الوعي الذاتي وتقليل تأثير النقد الداخلي. الإرهاب الداخلي هو تحد نفسي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد. من خلال الوعي والتقنيات المناسبة، يمكن التغلب على هذا الصوت المدمر وتعزيز الثقة بالنفس. إن فهم هذا الجانب من النفس هو خطوة حيوية نحو تحقيق النجاح والرفاهية الذاتية. لا نغفل أن هناك نقدا بناء داخليا يختلف عن موضوعنا اليوم "الإرهاب الداخلي" ما يتطلب وعيا وفهما دقيقا لطبيعة كل منهما فالنقد البناء يهدف إلى تحسين الأداء وتطوير الذات ويتم توجيهه بشكل إيجابي ويركز على ما يمكن تغييره أو تحسينه، بينما الإرهاب الداخلي يسعى إلى تحطيم الثقة بالنفس ويستخدم لغة سلبية إذ إن تركيزه على الفشل والعيوب دون تقديم حلول. * بصيرة؛ الإرهاب الداخلي، ذلك الصوت النقدي المدمّر الذي يتغلغل في أعماق النفس..