العلاقات الاجتماعية تلعب دورًا حيويًا في الحياة، ويعتمد الإنسان على التواصل والتفاعل مع الآخرين لتحقيق السعادة والرفاهية النفسية، ومع ذلك تواجه العلاقات الاجتماعية تحديات متعددة، ومن بين هذه التحديات يأتي التشكيك والتشاؤم، حيث يتعلق التشكيك بالشكوك وعدم الثقة في الآخرين وفي نواياهم وأفعالهم، قد ينشأ نتيجة تجارب سابقة سلبية أو خيبة أمل تعرض لها الفرد في العلاقات السابقة، ويمكن أن يؤدي إلى الحذر الزائد والتراجع الاجتماعي، مما يعوق بناء العلاقات القوية والمثمرة. أما التشاؤم؛ فيتعلق بالنظرة السلبية والتوقعات السلبية تجاه العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن ينشأ من خلال تجارب سابقة مؤلمة أو الاعتقاد بأن العلاقات الاجتماعية محفوفة بالمخاطر والصعوبات، ويؤثر على استعداد الشخص للتواصل والانخراط الاجتماعي، مما يحد من فرص الاستمتاع بعلاقات صحية ومثمرة، ومن خلال فهم أسباب التشكيك والتشاؤم وتأثيراتهما السلبية، يمكن للأفراد تطوير وعيهم والعمل على تحويل العلاقات الاجتماعية إلى تجارب إيجابية ومثمرة. التشكيك والثقة في الآخرين لهما علاقة عكسية؛ فعندما يكون لديك ميول تجاه التشكيك في الآخرين، فإن ذلك يؤثر سلبًا على مستوى الثقة التي تملكها فيهم، وقد تبدأ في تكوين شكوك وشبهات تجاه نواياهم وأفعالهم، وقد تتساءل عما إذا كانوا يقولون الحقيقة أو يخفون شيئًا ما، وقد تميل إلى الانعزال الاجتماعي وتجنب التفاعل مع الآخرين، وتشعر بالقلق من التعامل مع الآخرين وتفضل الابتعاد عن المواقف الاجتماعية، وهذا ينعكس ذلك على مستوى ثقتك الذاتية، فتشعر بعدم القدرة على التحكم في الوضع أو تكوين علاقات قوية وصحية، فمن الضروري أن تكون متيقظًا تجاه ميولك نحو التشكيك في الآخرين وتحاول تحسين مستوى الثقة الذي تملكه فيهم، ويمكن أن يتطلب ذلك التركيز على الجوانب الإيجابية وإعطاء الآخرين الفرصة والثقة لإثبات أنفسهم. التشاؤم والتفاؤل هما نهجان متناقضان في التفكير وتقدير المستقبل والآخرين، وهناك علاقة عكسية بين التشاؤم والتفاؤل من الآخرين، حيث يؤثر التشاؤم على القدرة على رؤية الجوانب الإيجابية في الآخرين، في حين يعزز التفاؤل الثقة ويعطي صورة إيجابية عن الآخرين، فالتشاؤم يميل إلى التركيز على الجوانب السلبية والمخاوف في الآخرين، فيرى المتشائمون الأمور بشكل سلبي وقد يكون لديهم شكوك وشبهات تجاه نوايا الآخرين، والتفاؤل يميل إلى التركيز على الجوانب الإيجابية والإمكانيات في الآخرين، فيرون الأمور بشكل إيجابي ويثقون في نوايا وقدرات الآخرين، وينشر الإيجابية ويؤثر على الطريقة التي نرى بها الآخرين، ويجعلنا أكثر استعدادًا لتقبل الآخرين ومساعدتهم، وهو يخلق جوًا إيجابيًا في العلاقات الاجتماعية. الثقة هي أساس كل علاقة ناجحة؛ فبدون ثقة يصبح التشكيك هو الغذاء الرئيس للعلاقات المتدهورة، وهي نتاج الصداقة المتينة، والتشكيك هو العدو الأكبر للنجاح، والثقة هي الأساس الذي يبنى عليه كل شيء في الحياة، وبدونها يصعب تحقيق أي شيء كبير، وهي تأتي بالتجارب، ولكن التشكيك يمنعنا من اكتشاف الجمال والفرص الجديدة في العالم، وهو نار تحرق الأحلام، بينما الثقة هي ضوء ينير الطريق نحو تحقيقها، والتفاؤل هو المغذي الروحي الذي يحول الصعاب إلى إمكانيات والتشاؤم هو العائق الذي يحول الإمكانيات إلى صعاب، ويظلل العقل ويقيد الإبداع، بينما التفاؤل يفتح الأبواب ويمهد الطريق للنجاح، والتشاؤم هو سرقة الفرحة من الحاضر، بينما التفاؤل هو استثمار في المستقبل، والتفاؤل ليس مجرد رؤية الأشياء الجيدة، بل هو الثقة في أن الأشياء الجيدة ستحدث.. يقول (وينستون تشرشل): التشاؤم يرى الصعاب في كل فرصة، بينما التفاؤل يرى الفرص في كل صعوبة.