ذكرت ليني كنزلي، المتحدثة الإقليمية باسم برنامج الأغذية العالمي، إن ما لا يقل عن 1.7 مليون شخص في دارفور كانوا يعانون من مستويات الطوارئ من الجوع في ديسمبر، ومن المتوقع أن يكون العدد «أعلى بكثير اليوم». وقالت في مؤتمر صحفي افتراضي للأمم المتحدة من نيروبي: «إن دعواتنا لوصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاع الساخنة في السودان لم تكن أكثر أهمية من أي وقت مضى». وهو تحذير أطلقته وكالة الأغذية التابعة للأمم المتحدة للأطراف المتحاربة في السودان، مؤكدة وجود خطر جدي من انتشار المجاعة والموت على نطاق واسع في دارفور وأماكن أخرى في السودان إذا لم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة الغربية الشاسعة. احتياجات حرجة وقالت كنزلي إن شركاء برنامج الأغذية العالمي على الأرض أفادوا بأن الوضع في الفاشر «مريع للغاية» وأنه من الصعب على المدنيين الراغبين في الفرار من القصف أن يغادروا. وإن العنف في الفاشر وشمال دارفور المحيط بها يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الإنسانية الحرجة في منطقة دارفور بأكملها، حيث يقل إنتاج محاصيل الحبوب الأساسية مثل القمح والذرة الرفيعة والدخن بنسبة 78 % عن متوسط الخمس سنوات. ازدياد الجوع وعلاوة على تأثير تصاعد العنف،أضافت كنزلي: «يشعر برنامج الأغذية العالمي بالقلق من أن الجوع سيزداد بشكل كبير مع حلول الموسم العجاف بين مواسم الحصاد ونفاد الغذاء لدى الناس». وقالت إن أحد المزارعين في الفاشر أخبرها مؤخرًا أن مخزون أسرته من المواد الغذائية قد نفدت بالفعل، وهو مؤشر على أن «موسم العجاف»، الذي يبدأ عادة في مايو، بدأ في وقت مبكر. وقالت إنها تلقت في وقت سابق صوراً من زملائها على الأرض لأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد في مخيم للنازحين في وسط دارفور، بالإضافة إلى كبار السن «الذين لم يبق لهم سوى الجلد والعظام». وأضافت: «تشير التقارير الأخيرة الواردة من شركائنا إلى أن 20 طفلًا لقوا حتفهم في الأسابيع الأخيرة بسبب سوء التغذية في مخيم النازحين هذا». وأن الناس: «لجؤوا إلى استهلاك العشب وقشور الفول السوداني». «وإذا لم تصلهم المساعدة قريبًا، فإننا نخاطر بأن نشهد مجاعة وموتًا على نطاق واسع في دارفور وفي المناطق الأخرى المتضررة من النزاع في السودان». ضمان الوصول ودعت كينزلي المجتمع الدولي إلى «بذل جهد دبلوماسي منسق لدفع الأطراف المتحاربة إلى توفير ضمانات الوصول والسلامة» للعاملين والقوافل الإنسانية. وحذرت من أن «عام واحد من هذا الصراع المدمر في السودان قد خلق كارثة جوع غير مسبوقة ويهدد بإشعال أكبر أزمة جوع في العالم». «ومع وجود ما يقرب من 28 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء السودان وجنوب السودان وتشاد، فإن الصراع يمتد ويؤدي إلى تفاقم التحديات التي واجهناها بالفعل خلال العام الماضي». منع المساعدات وفي مارس، ألغت السلطات السودانية الإذن الذي منحه برنامج الأغذية العالمي لإيصال المساعدات من تشاد المجاورة إلى غرب دارفور ووسط دارفور من بلدة أدري، قائلة إن المعبر كان يستخدم لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع. وقال كنزلي إن القيود التي تفرضها السلطات السودانية في بورتسودان تمنع أيضًا برنامج الأغذية العالمي من نقل المساعدات عبر أدري. ووافقت السلطات السودانية على تسليم المساعدات من بلدة الطينة التشادية إلى شمال دارفور، لكن كنزلي قالت إن برنامج الأغذية العالمي لم يعد بإمكانه استخدام هذا الطريق لأسباب أمنية لأنه يذهب مباشرة إلى الفاشر المحاصرة. ويوم الخميس، قتل مسلحون في جنوب دارفور سائقين تابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر وأصابوا ثلاثة من موظفي اللجنة الدولية. ووصف مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة، يوم الجمعة، قتل عمال الإغاثة بأنه «غير معقول». وأشارت كنزلي إلى أن القتال «والعقبات البيروقراطية التي لا نهاية لها» منعت برنامج الأغذية العالمي من تقديم المساعدات لأكثر من 700 ألف شخص في دارفور قبل موسم الأمطار عندما تصبح العديد من الطرق غير صالحة للاستخدام. وأضافت: «يمتلك برنامج الأغذية العالمي حاليًا 8.000 طن من الإمدادات الغذائية الجاهزة للنقل في تشاد، وجاهزة للنقل، لكنه غير قادر على القيام بذلك بسبب هذه القيود». حالة الفوضى وانزلق السودان إلى حالة من الفوضى في منتصف أبريل 2023، عندما اندلعت التوترات المستمرة منذ فترة طويلة بين جيشه بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو، وتحولت إلى معارك في الشوارع في العاصمة الخرطوم. وامتد القتال إلى أجزاء أخرى من البلاد، خاصة المناطق الحضرية وإقليم دارفور. وسيطرت القوات شبه العسكرية، المعروفة باسم قوات الدعم السريع، على معظم أنحاء دارفور وتحاصر الفاشر، العاصمة الوحيدة في دارفور التي لا تسيطر عليها تلك القوات، والتي لجأ إليها حوالي 500 ألف مدني. عقبات تواجه برنامج الأغذية العالمي من الوصول لدارفور: قتل عمال الإغاثة من مسلحون في جنوب دارفور يحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى وصول غير مقيد وضمانات أمنية لتقديم المساعدة عدم المقدرة على استخدام معبر أدري الحدودي، ونقل المساعدات عبر الخطوط الأمامية من بورتسودان في الشرق إلى دارفور