وسط أجواء من الصراع الدامي في السودان، وصلت أول قافلة مساعدات إنسانية إلى منطقة جبل أولياء، جنوبالخرطوم، منذ اندلاع القتال قبل 20 شهرًا، القافلة جاءت لتخفيف وطأة أزمة غذائية وصحية خانقة تُلقي بظلالها على آلاف العائلات، في ظل وضع إنساني كارثي. المعاناة على الأرض وفقًا لممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يت، تطلّب إيصال المساعدات ثلاثة أشهر من المحادثات، وشهد الطريق مخاطر كبيرة، حيث تعرضت الشاحنات للاحتجاز عدة مرات، مما زاد من معاناة السكان المحاصرين. انعدام الأمن الغذائي وتشير تقارير أممية حديثة إلى أن انعدام الأمن الغذائي وصل لمستويات غير مسبوقة، حيث يُتوقع أن يواجه 24.6 مليون شخص في السودان مستويات حادة من الجوع بين ديسمبر 2024 ومايو 2025. المناطق المتضررة وتعد مناطق الخرطوم وولاية الجزيرة ضمن المناطق الأكثر تضررًا، حيث تشهد ظروفًا تصل إلى حد المجاعة في ظل غياب البيانات الرسمية اللازمة لإعلانها بشكل قانوني. تفشي المجاعة وتعاني خمس مناطق على الأقل في السودان من مجاعة جماعية، ما يزيد من الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية. ومنذ اندلاع القتال بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة، محمد حمدان دقلو، في أبريل 2023، أسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، مما جعل الأزمة الإنسانية واحدة من أسوأ الأزمات العالمية. ورغم قسوة النزاع والصعوبات التي تواجه إيصال المساعدات، تمثل هذه القافلة بصيص أمل للمحاصرين، لكنها تبرز في الوقت نفسه الحاجة إلى جهود دولية أكبر لإنقاذ الملايين من براثن الجوع والمعاناة في السودان. تفاصيل القافلة ومكوناتها: الشاحنات المحملة 22 شاحنة من برنامج الغذاء العالمي تحمل مواد غذائية. شاحنة واحدة مقدمة من منظمتي «أطباء بلا حدود» و«كير». 5 شاحنات محملة بالأدوية من منظمة اليونيسف. عدد المستفيدين حوالي 200 ألف طفل وأسرهم بحاجة ماسة إلى الغذاء والعلاج.