يدرس لبنان مقترحا أميركيا للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، حسبما أفاد مسؤولان حكوميان لبنانيان، وذلك بعد نحو شهرين من تصعيد الحرب بين الحزب والاحتلال. وقال مسؤول رفض الكشف عن اسمه إنّ السفيرة الأميركية ليزا جونسون التقت رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، مضيفا أنّها عرضت "مقترحا أميركيا من 13 نقطة". وأشار إلى أنّ "بري طلب مهلة ثلاثة أيام" لدرس المقترح، موضحا أنّ الجانب الإسرائيلي "لم يعلن موقفه منه بعد". ومنذ تكثيف الاحتلال الإسرائيلي غاراتها على معاقل حزب الله في جنوب وشرق لبنان وفي الضاحية الجنوبيةلبيروت في 23 سبتمبر، باءت الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار بالفشل. ولم يقدم المسؤول تفاصيل عن المقترح الأميركي، غير أنّه أوضح أنّه "في حال تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار، فإنّ الولاياتالمتحدة وفرنسا ستعلنان ذلك في بيان"، مضيفا أنّه "سيكون هناك وقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما وسيبدأ لبنان بنشر الجيش على الحدود". غارة إسرائيلية على ضاحية بيروتالجنوبية.. وحزب الله يستهدف قاعدتين عسكريتين ورفض متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في اتصال مع وكالة فرانس برس التعليق على ما يتم تداوله بشأن مسودة الاقتراح. وأكد "الإلتزام بالتوصل إلى حل دبلوماسي يعيد الهدوء الدائم ويسمح للسكان في لبنان وإسرائيل بالعودة بأمان إلى منازلهم". من جانبه، أفاد مصدر حكومي آخر بأنّ "الصياغة المقترحة ناتجة من آخر لقاء بين بري و(مبعوث الرئاسة الاميركية آموس) هوكستين، والذي حصل خلاله تفاهم على خارطة طريق لوقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701". وأضاف "تمّ بعد ذلك وضع مسودة أُرسلت إلى لبنان لدرسها وإبداء أي ملاحظات عليها، ليتمّ بعد ذلك الانتقال إلى المرحلة الثانية". وينصّ القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الاممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية. وكان هوكستين قد زار لبنان منتصف أكتوبر، كما توجه إلى إسرائيل مع مبعوث البيت الأبيض بريت ماكغورك في نهاية الشهر ذاته، لبحث "حل سياسي وسبل التوصل إلى وضع حد للنزاع في غزة"، وفق وزارة الخارجية الأميركية. وأعرب المصدر الحكومي عن "تفاؤل بإمكان التوصل إلى نتيجة"، غير أنّه أشار في الوقت نفسه إلى أنّه "لا يمكن معرفة نوايا" الجانب الإسرائيلي. وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي أن حظوظ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل تتجاوز 50%. وقال بري، في تصريح مع صحيفة "الديار" اللبنانية نشرته السبت ، إن " (المبعوث الأمريكي) آموس هوكشتاين حصل على الضوء الأخضر من ترامب لدفع المحادثات قدماً". ولفت إلى أنّه "تلقّى مسودة اتفاق من السفيرة الأمريكية في بيروت تحتوي على بنود محددة"، مشيرا إلى أنه سيعلن موقفه النهائي الأسبوع المقبل. وشدّد بّري على أن " لبنان لن يقبل بأي تعديل أو إضافة على القرار 1701"، معتبراً أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد عرقل المفاوضات ثلاث مرّات سابقاً لكن الوضع الحالي مختلف وجدّي". ورأى أن "أي تهدئة إقليمية ستشكل فرصة لتحريك الملف الرئاسي وفور التوصل إلى وقف إطلاق النار، سيدعو إلى جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية". في سياق آخر استهدفت غارة إسرائيلية جديدة السبت ضاحية بيروتالجنوبية بعد إصدار الجيش الإسرائيلي تعليمات بإخلاء أحد أحيائها. وأظهرت لقطات الدخان يتصاعد فوق أبنية في الضاحية الجنوبية شبه الخالية من السكان بعد أن طالتها ثلاث ضربات. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن "العدو" نفذ ثلاث غارات، بينها واحدة قرب بلدية حارة حريك. وأوضحت أن "الغارة الاولى على حارة حريك أدت إلى تدمير عدد من المباني وأضرار في المحيط". وكثفت إسرائيل غاراتها على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبيةلبيروتوجنوبلبنان وشرقه. وفي جنوبلبنان، شنت اسرائيل غارت خلال الليل وفجر السبت استهدفت عدة قرى، لا سيما في منطقة بنت جبيل، بحسب الوكالة اللبنانية. وغادر معظم السكان الضاحية التي كان يقطنها ما بين 600 و800 ألف شخص قبل الحرب، وفقا للتقديرات، منذ بدء إسرائيل شنّ غارات مكثّفة عليها في نهاية سبتمبر. لكن العديد منهم يعودون في ساعات الصباح لتفقّد منازلهم ومتاجرهم. وتؤكد إسرائيل عزمها على إبعاد حزب الله من المناطق المحاذية لها في جنوبلبنان للسماح لحوالى 60 ألف نازح بالعودة إلى منازلهم في شمال الدولة العبرية. من جانبه أعلن حزب الله استهداف قاعدتي شراغا وستيلا ماريس الإسرائيليتين بصليتين من الصواريخ . وأشار إلى "استهداف قاعدة "ستيلا ماريس" البحريّة (قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي) تبعد عن الحدود اللبنانيّة الفلسطينيّة 35 كلم، شمال غرب حيفا، لافتا إلى "استهداف تجمع لِقوات جيش الاحتلال في المقرّ المُستحدث لقيادة اللواء الغربي في ثكنة يعرا، بصلية صاروخيّة".