نموذجية العلاقة، ورسوخها، ومتانتها، وصِدْقها، وعفويّتها، هي مفردات ولاء وتعبير عن محبّة لا تجدها إلا في بلادنا، ذلك أن العلاقة بين الحاكم ورعيّته في المملكة العربية السعودية انبنت وانزرعت في أرض صدق، وتواشج عميق، علاقة تأسّست على إيمان، وعلى محبة، وعلى طاعة لله أولاً، ثمّ طاعة وليّ الأمر القائم بمسؤولية إدارة شؤون شعبه، وحمايتهم، ورعاية مصالحهم. من هنا فإنّ حالة الابتهاج التي عمّت الشعب، ورسمت السعادة والبسمة على وجوههم بسلامة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- بعد إجراء الفحوصات والاطمئنان على صحّته؛ هي انعكاس لعمق العلاقة وتجذّرها، فخروجه معافى هو حالة طمأنينة تلقي بظلالها على نفوس الأُمّة وليس على نفوس وقلوبنا كسعوديين، فسلامة القائد الاستثنائي الفذّ الذي تحمّل أعباء وهموم أُمّته هي سلامة للوطن وللإقليم بأسره. وحين نحتفي جميعاً بهذه السلامة فإنما نحتفي باستمرارية نهج قيادي حكيم استمد قوّته وصلابته من حُبّ الشعب وتفانيه وتعبيره عن محبته وتفانيه في خدمته. ولا غرو إذاً إن قلنا بأن سلامة القائد الحاكم هي سلامة وصحّة شعب، فبوجوده تنهض الهمم، ويتفانى الجميع عطاءً وعملاً وخدمة للوطن، كُلٌّ من موقعه، ومن واقع مسؤولياته التي أؤتمن عليها. علاقة تكاملية توتّد وتوطّن وترسّخ مداميك وطننا العظيم على أُسس قويّة راسخة من العدل والوفاء والطاعة والحماية تؤطّر علاقة الحاكم بشعبه. ما لمسناه وعشناه من مشاعر وطنية صادقة عقب الاطمئنان على صحة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- هو استفتاء عفوي شعبي يدلّل على عُمق الارتباط الذي يربط القائد بشعبه، وهي علاقة امتدّت عبر سنوات لم يزعزها مزعزع؛ فهي من موجبات الإيمان، ويتعاطى معها الجميع من هذا المنطلق الشرعي السامي الذي ضرب شعبنا أروع الأمثلة في تجسيده. نحمد الله على هذا الرسوخ في العلاقة، وعلى سلامة رجل المرحلة الذي قدّم لشعبه وأُمّته العربية والإسلامية، والعالم بأسره، الصورة العظيمة والنبيلة للقيم الإسلامية والحضارية والإنسانية والتي جعلت من بلادنا نموذجاً رائداً في التسامح والعطاء والتوادّ، ونبذ العنف والإقصاء، ونشر قيم الخير والبذل والعطاء والجمال، وهي مقوّمات وضعت المملكة في مصافّ الدول العالمية حضوراً وتفاعلاً وريادة.