علاقة الشعب السعودي بقائد مسيرته ومهندس انطلاقته نحو التقدم والرقي والرخاء خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - علاقة متفردة ليس لها مثيل بين الحاكم والمحكوم في أي بلد آخر في العالم، ولعل أهم ما يكسب تلك العلاقة سمة التفرد أنها تزداد حميمية ورسوخًا يومًا بعد يوم حتى أصبحت عنوانًا للوفاء والولاء، وعلامة بارزة في تاريخ هذه البلاد المباركة عندما توحدت السواعد والقلوب والنوايا في وجهة واحدة وغاية واحدة وصعيد واحد: بناء وطن عزيز شامخ يستظل براية الإسلام الخالدة ويستند على أرضية صلبة من ثبات العقيدة ونقاء السريرة والتوجه نحو المستقبل بإرادة قوية وعزيمة صادقة. ولذا فعندما تصدر صحف المملكة أمس بعنوان واحد يشهد على متانة تلك العلاقة ومكانتها في القلوب والعقول والضمائر لشعب وحدته تلك المشاعر وملك أزال كافة الحواجز والموانع في التواصل مع شعبه حتى أصبح المواطن شغله الشاغل وتوفير متطلباته واحتياجاته هدفه الأكبر، وإضفاء السعادة والسرور على حياته غايته الأسمى، عندما تصدر تلك الصحف بعنوان واحد يعكس وحدة الوطن ووحدة المشاعر ووحدة الأهداف بين الملك وشعبه، فإن ذلك يعتبر بمثابة شهادة دامغة على أن هذا الوطن ليس كغيره من الأوطان، وأن هذا الملك ليس كغيره من الملوك، وأن هذا الشعب ليس كغيره من الشعوب: مجدًا وأصالة ورخاءً ووحدةً ورسالةً ومحبةً وأمنًا وسلامًا . جاء طلب خادم الحرمين الشريفين أمس الأول من شعبه إعفاءه من لقبي «ملك القلوب وملك الإنسانية» لأن «الملك لله وحده ، ونحن عبيد الله عز وجل» ليزيد من رصيد المحبة للملك الذي أسر قلوب شعبه بإيمانه وعزيمته وصلاحه وحكمته وبساطته وتواضعه وإخلاصه لوطنه ولقضايا أمته. كلمات خادم الحرمين الشريفين القليلة في عددها العظيمة في معناها المقرونة بعطائه السخي لشعبه أعطت الدليل القاطع على مكانة هذا الشعب النبيل في قلبه ومحبته لكل فرد من أفراده الذي رد بنفس تلك المعاني بما أعطى الرسالة واضحة إلى العالم كله بأن هذا البلد الأمين متلاحم ومتعاون ومتوحد في الحفاظ على العهد وصون الحق والثبات على المبدأ، وأنه محصن ضد الفتن، وغير مستعد للتفريط بثوابته ومكتسباته.