الثالث من شهر ربيع الآخر كل عام، يوم أغر في تاريخ المملكة حيث تتجدد ذكرى مبايعة الشعب السعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله - قائداً لمسيرة وطن وشعب وتتجدد مع هذه الذكرى مشاعر الوفاء والعرفان والتأييد لهذا القائد الفذ الذي اشتهر بحكمته وحنكته وقدرته الفائقة على استشراف ملامح المستقبل ومواقفه المشهودة في الدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية، فضلاً عن اهتمامه الكبير بمصالح وطنه وأبناء شعبه وهكذا يكون المخلصون الأوفياء لوطنهم وشعبهم وأمتهم. لا تقاس فترات الحكم بالفترة التي قضاها الحاكم في منصبه، بل تقاس بحجم العطاء والإنجازات، وبنظرة متأنية لحجم هذه العطاءات في فترة قصيرة أستطيع القول بكل صدق وأمانة: إن ما تحقق من إنجازات مميزة في فترة وجيزة سوف يسطرها المجد ويخلدها التاريخ، شهدت هذه الفترة المشرقة لهذا الوطن ما تبنته رؤية 2030م، والتي ستكون منهجاً وخارطة طريق للعمل الاقتصادي والتنموي، وفي الوقت الذي نحتفي فيه بهذه الذكرى بقلوب يملؤها الحب والأمن والاطمئنان والإنجاز والعطاء، في مجالات الحياة وصنوفها، نرى عجلة التطور وتحديث أجهزة ومؤسسات الدولة تمضيان سيان مع مواصلة تنفيذ المشروعات التعليمية والصحية والتنموية في مختلف أنحاء المملكة كما كان للمواجهات التي تقوم بها المملكة لصد الأعداء ودحرهم من كل اتجاه علامة بارزة في هذه السنوات، دون أن يشعر المواطن بذلك، ومن هنا أدعو الله سبحانه أن يجعل شهداءنا الذين استشهدوا في ساحات الشرف والمجد والرفعة من أهل الفردوس الأعلى، وندعو الله للمرابطين على كل الجبهات أن يمدهم بعون من عنده ويكتب لهم السلامة ويسدد رميهم ويجنبهم كل سوء. يا خادم الحرمين لا ننسى كلماتك ذات المعني العميق في احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها مخاطبا المحتفلين بقولك: وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً»، لقد أثبتت الأحداث والمواقف صلابة وتوازن سياسات المملكة رغم ما تشهده المنطقة العربية من متغيرات صعبة وما يشهده العالم من مستجدات سياسية واقتصادية حادة، كما أثبتت الأحداث تلاحم الشعب السعودي خلف قيادته الرشيدة للحفاظ على المكتسبات الوطنية ومواصلة مسيرة النهضة والتقدم، والتصدي بكل حزم وعزم لأية محاولات للمساس بأمن بلادنا أو النيل من استقرارها.