تشرق علينا وعلى وطننا الغالي في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام إطلالة مناسبة يوم توحيده، على يد الإمام الموحد لملحمة لمّ الشتات والفرقة ورفعة الشعب والقائد الباني لمسيرة العزة والشموخ ونهضة الوطن، الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-. تحل علينا هذه المناسبة العزيزة هذا العام والوطن يسطر جزالة في تنوع الحضور السياسي المؤثر ويسجل العديد من النجاحات الاقتصادية النوعية ويحقق الكثير المنجزات التنموية المتتالية، ويقطف ثمار ما قامت به القيادة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -أعزه الله- من جهود حثيثة لإعادة رسم خريطة سياسات الوطن الداخلية والخارجية، واستراتيجيته الأمنية والاقتصادية وخططه التنموية والتنظيمية بحنكة وعزم لمسايرة المرحلة ومتطلباتها ومواجهة التحديات بوعي وثبات واستيعاب عميق للحاضر وتحولاته واستشراف للمستقبل ودواعيه من أجل المحافظة على ما تتبوؤه مملكتنا الغالية من مكانة تليق بها؛ فالإنجازات المحرزة وخطة عمل باقي مشروعات رؤية الوطن الواعدة تسير وفق الأهداف المخططة مسبقاً، إن لم تكن أفضل مما كان متوقع لها، فما تحقق من مستهدفات ورصد لمؤشرات عمل محاور القطاعات الرئيسة، بما في ذلك جهود رفع مستوى الخدمات، وخطوات تسريع رحلة تنويع مصادر الدخل الوطني، ودعم المجالات الواعدة فيها، وتحسين آفاق جودة الحياة ومقومات السياحة وسبل الترفيه، جل هذه الجهود تؤكد بأن المساعي الكريمة للعناية بالوطن ورعاية المواطن في هذا العهد الميمون تسير بثبات وشموخ نحو مستقبل مشرق، ويُجسّد ذلك القيادة المتمكنة والمتابعة المستمرة والطموح القوي لقائد وراعي مسيرة الوطن التنموية والمستقبلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. نحتفل ويحتفل الوطن وثروته الحقيقية وكنزه الثمين الذي يضاهي بها العالم قاطبة، كما يؤكد على ذلك دائماً ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة، هي ما سطره ويسطره شعب هذا الوطن الأبي من انتماء لهذا الكيان الفريد والراسخ، ويجسده من ولاء لقيادته الرشيدة، ويبرزه دائما من التفاف تلقائي حولهم، لأن محبة الوطن والوفاء لقيادته بالنسبة له مبادئ أساسها بيعة وعهد ومضمونها قيم جُبلَ عليها رجال ونساء هذا الوطن الغالي على مرّ الزمن حتى أضحت من شِيَمهم، ويمكن القول إن مظاهر مبادلة هذا العرفان ورد الجميل يزداد فيهم تأصلاً ويتعاظم بتعاظم التحديات والأزمات، والتاريخ شاهد ويشهد بما سطره شعب هذا الوطن الكريم وبما يبذلونه من غالٍ ونفيس باختلاف أعمارهم وأدوارهم للذود عن أمن الوطن واستقراره والحفاظ على مكتسباته الاقتصادية ومنجزاته التنموية؛ فالانتماء لهذا الوطن العظيم بقيادته والأبي بشعبه هو بذل وتضحية، والولاء لقيادته شرف ووفاء، وهما في كلا الحالتين وعند الحديث عنهما أو تجسيدهما حالة وجدانية نبيلة، وصورة ذهنية نقية، وحاجة نفسية أساسية، وقناعة ذاتية داخلية، مكتسبة ومغروسة في النفوس بأصالة، وتعكسهما الممارسة الواقعية العملية التي تتسم بالتلقائية في التجاوب والعراقة في التعامل، وتترسخ بمرور الزمن لارتكازها على صدق في المشاعر ومحبة وإخلاص في العطاء، وأفعال تسبق الأقوال. ولهذا نقول إن قيم الانتماء لمملكتنا الغالية ومظاهر الولاء لقيادته الرشيدة ليس لها حدود زمانية، بل وتتجاوز حدود مناسبة يوم توحيده الوطني، ولكن يبقى هذا اليوم مناسبة رمزية نجدد فيها الانتماء للوطن بوعي والولاء لقيادته بأصالة، فقد صنعت مجدا وحققت منجزات في فترة وجيزة وتعجز الأمم عن تحقيقها في عقود من الزمن.